خالد سلك يلقم المتطرفين حجرا
لم تشهد فترة من فترات التجاذب السياسى فى السودان ، لم تشهد استقطابا حادا كما هو الحال الأن ، ولم يعرف البلد تازما وإغلاقا لمنافذ الامل كما هو وضعنا الان ، فقد أصبح الكثيرون فى حيرة من أمرهم وهم يرون البلد تمر بتوتر شديد وحساسية مفرطة ، فالاصوات المرتفعة هنا وهناك تنادى وبقوة بضرورة أن يتم استئصال مكون سياسى كبير ومؤثر
فى الساحة كما هى الدعوة لمنع الإسلاميين من العمل السياسى على الأقل فى الفترة القادمة ، وهذه بلا شك دعوة غير منطقية ولايمكن تنفيذها ، ونعرف ان البعض قد رفع شعارا اقصائيا موغلا فى التطرف وهو القول كل كوز ندوسو دوس ، وهذا لن يدفع البلد الا لمزيد من التوتر وقد يوصلها إلى الاحتراب لاسمح الله .
ومن النقاط الموغلة فى التطرف الدعوات المستمرة من البعض الى منع الحوار بشكل كامل ، وقطع الطريق أمام أى محاولات للتفاهم بين مؤسسات الفترة الانتقالية ، والإصرار على تجاوز المكون العسكرى وعدم التفاهم معه ، فى شعار غير منطقى ولايمكن تطبيقه على أرض الواقع .
وسط هذا التوتر وانسداد الأفق ، رمى
وزير شؤون مجلس الوزراء السابق الاستاذ خالد عمر (سلك) رمى حجرا فى البركة الساكنة وهو يتناول الفترة الانتقالية بالتقييم إذ قال إنها – الفترة الانتقالية – أنتجت وحوشاً ضارية. وصراع المدنيين مع بعضهم كان صراعاً متوحشاً مُفارقاً للقيم الديمقراطية ، والناس كانت تأكل لحم بعضها أكلاً ، وكأنهم لا ينتمون للقيم التي ناضلوا من أجلها ابتداءً.
واضاف سلك يقول ان أبواب الثورة يجب أن تكون مفتوحة حتى للإسلاميين الراغبين في التحول الديمقراطي ، أي إسلامي لم يُشارك في جريمة من جرائم النظام السابق ، وغير مُرتبط بدوائر الفساد، وقال أنا مع التحول الديمقراطي، يجب أن لا يُحاكم الإنسان على أساس أفكاره فمن حقه أن يكون من ضمن قوى الثورة ، ومن حقه أن يعتقد فيما يشاء.
وواصل سلك يقول لا يوجد انتقال في هذه الدنيا يحتقر الحوار بين الناس كما حدث في هذه الفترة الانتقالية ، وما في زول استطاع أن يناظر زول بأفكار مختلفة.
واضاف الحقيقة ان الفترة الانتقالية في مسألة الرأي والرأي الآخر ، كانت أقرب لعصر الإرهاب الذي أتى بعد الثورة الفرنسية من أنه تكون فترة تتّجه نحو التحول الديمقراطي ، بل حوّلت الناس إلى مؤمنين وكفار.
أن كلام الاستاذ خالد سلك يعتبر حجرا كبيرا رمى به الرجل فى وجه التطرف والاقصاء ، وقد حجهم وابطل قولهم ، وهذا الكلام تطور جيد .
سليمان منصور