حذر نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو حمديتي من خطورة الاوضاع التي يعيشها السودان هذه الايام والتي ارجعها لغياب الروح الوطنية .
وقال حميدتي فى كلمته فى الاحتفال بتخريج الدفعة الأولى من قوات حفظ الأمن وحماية المدنيين صباح اليوم بمدينة الفاشر ان هذه الاوضاع قد تعصف بأمن واستقرار البلاد وتهدد بشكل واضح وجودنا ووحدتنا حينها لا ينفع البكاء والندم على وطن أضعناه بأيدينا.
ودعا دقلو كل السودانيين خاصة الشباب الى الجلوس في طاولة الحوار لمناقشة القضايا الوطنية بكل صدق وشفافية، بعيداً عن الاطماع الحزبية الضيقة من أجل الوصول الى مشروع وطني قصير وطويل المدى يحقق الاستقرار، ويضمن مستقبلاً أمناً لشعبنا. وتابع :” ليس أمامنا وقت ـ ولا توجد خيارات أخرى تضمن لبلادنا الاستقرار والسلام ـ هناك فقط طريق ثالث واحد هو طريق الوفاق الوطني الشامل الذي لا يقصي أحد”.
وفي ذات السياق أكد حميدتي دعمه للحوار الذي يحقق التوافق الوطني الذي يقود الى استكمال الفترة الانتقالية وصولاً لانتخابات حرة ،وشدد علي ضرورة دعم جهود الالية الثلاثية لتسهيل الحوار بين الأطراف السودانية التي نأمل أن تدخل الحوار دون أجندة مسبقة او تكتيكات لكسب مواقف.
وفي سياق متصل قال حميدتي ان السلام الذي تحقق في دارفور يحتاج حراسة جادة ليتم تطبيقه على أرض الواقع لأن أعداءه في الداخل والخارج يحاولون افشاله وعرقلة مسيرته ،وأضاف “يجب نودع الحرب بلا رجعة ونحول ثمن (الرصاصة) الى قلم وكراس نكتب به عهداً جديدا لنا وللأجيال القادمة”.
وأتهم حميدتي -من سماهم- بالأيادي المرتجفة بالسعى الى تسميم أجواء السلام في دارفور من خلال اشعال الحرائق هنا وهناك باستخدام أساليب الفتنة والتحريض بين المجتمعات بهدف جرها نحو القتال والصراع ، مقرا بتراخي الدولة وانشغالها بقضايا أخرى ليست أكثر أهمية .
وأقر حميدتي بتفشي أمراض العنصرية والجهوية بين المجتمعات في دارفور،وتابع :” أصبح الخلاف على كل شيء، (الأرض والماء والمراحيل والزرع ) ـ لم يتبقى لهم الا الهواء ليختلفوا فيه ـ حيث صار التصنيف باللون وتفاصيل الوجه والازياء”.
وزاد :”لقد عادت هذه المجتمعات الى عصور الظلام حيث يقتل الشخص اخاه من القبيلة الاخرى لأتفه الأسباب، بل ربما بدون سبب أصلا”.
وشدد حميدتي علي ضرورة وقف الفوضى في دارفور بقوة القانون وفرض هيبة الدولة وملاحقة المجرمين ، ومحاربتهم ، وعدم التهاون في أمن وسلامة المواطنين الذين يقعون ضحايا لأطماع تجار الحرب .
المصدر: الراكوبة