كشف رئيس تنسيقية القوى المدنية د. عبدالله حمدوك عن أن آخر اتصال جرى بينه والقائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان كان قبل أسبوعين، وشدد حمدوك في حوار مع (راديو دبنقا) على ضرورة عقد اللقاء بين (تقدم) والجيش لوقف الحرب وتجاوز الخلافات الشكلية.
وقال د. حمدوك: إن قوات الدعم السريع ملتزمة بتنفيذ اعلان أديس أبابا وواقفت على اطلاق سراح 451 أسيراً ولكن هناك (إشكال حقيقي) يواجه إتمام عملية الإطلاق يتمثل في غياب الصليب الأحمر عن العمل في السودان.
وكشف حمدوك عن اتصالات أجرتها تنسيقية القوى المدنية مع قوى الثورة وأخرى رافضة للحرب والانقلابات بقصد الانضمام أو التفاهم على آليات وقف الحرب شملت الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور فضلاً عن أحزاب (البعث الأصل، الشيوعي، الاتحادي، الشعبي).
وقال رئيس تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية: إن “تأجيل المؤتمر التأسيسي لـ(تقدم) من شهر ديسمبر الماضي يعود لسبب واحد، وهو حرصنا على قيام مؤتمر ناجح يعالج هذه القضايا.. كان يمكن أن نعقد المؤتمر في ديسمبر، ولكن الهدف ليس هو أن ينعقد المؤتمر والسلام، ولكن هدفنا أن نعقد مؤتمراً ناجحاً فعلاً وأن يشعر كل السودانيين بأن هذا المؤتمر يعبر عنهم، وهي عملية غير سهلة ومعقدة جداً، خاصة في ظل الحرب”.
حوار – أشرف عبد العزيز
*أين وصلت ترتيبات الإعداد للمؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية؟
كما نعلم جميعاً، الترتيبات للمؤتمر تتضمن ورش متعددة، أول ورشة ستنعقد في الأسبوع القادم بنيروبي، وتستمر بقية الورش حتى منتصف مارس، ونتمنى أن نستطيع خلال هذه الفترة أن ننجز مستحقات قيام المؤتمر.
المؤتمر هو ليس هدفاً بحد ذاته، بقدر ما أن هنالك (شرطان) لقيام هذا المؤتمر، أولاً التحضير الجيد، وهو ما يستدعي ضرورة المشاركة الواسعة في أعمال المؤتمر بإتاحة الفرصة لقطاع واسع من الشعب السوداني وخاصة تمثيل أصحاب المصلحة ومراعاة التعدد والتنوع في السودان بكل ولاياته وأقاليمه وإلى آخره… وكذلك يجب أن يستوعب اللاجئين والنازحين وكل فئات المجتمع وكذلك الشباب والنساء والإدارات الأهلية والطرق الصوفية وحركات كفاح مسلح وأحزاب ومجتمع مدني وكل هذا الزخم.
تم تأجيل المؤتمر من شهر ديسمبر الماضي لسبب واحد، وهو حرصنا على قيام مؤتمر ناجح يعالج هذه القضايا.. كان يمكن أن نعقد المؤتمر في ديسمبر، ولكن الهدف ليس هو أن ينعقد المؤتمر والسلام، ولكن هدفنا أن نعقد مؤتمراً ناجحاً فعلاً وأن يشعر كل السودانيين بأن هذا المؤتمر يعبر عنهم، وهي عملية غير سهلة ومعقدة جداً، خاصة في ظل الحرب.
أكبر تحدي يواجه قيام المؤتمر هو كيفية خروج المشاركين في المؤتمر من السودان، حيث يتعذر تماماً عقد هذا المؤتمر بالداخل.
*ماذا عن اتصالاتكم بالقوى السياسية وقوى الثورة ؟
ظللنا على الدوام نكرر ونقول إن تقدم هي خطوة في الاتجاه الصحيح، ويجب أن نعمل لتوسعة هذا الماعون حتى يستوعب كل القوى الديمقراطية والمدنية التي تعمل في سبيل وقف الحرب واستعادة الانتقال والوضع الديمقراطي، وفي هذا الإطار تواصلنا مع كل الفاعلين في هذا الصدد، كتبنا خطابات للحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، تواصلنا مع عبد الواحد محمد نور قائد حركة تحرير السودان، كتبنا للحزب الشيوعي، وحزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)، تواصلنا مع الحزب الاتحادي (الأصل)، وأيضاً تواصلنا مع المؤتمر الشعبي بقيادة علي الحاج، وصلتنا ردود إيجابية من أغلب هذه المكونات، ونحن حالياً ننظر في إمكانية التعاون المشترك.
طرحت تقدم في هذا الإطار ثلاث بدائل، الانضمام لتقدم كطرح أول، وهناك عديد كبير من الجهات من ضمنها منظمات مجتمع مدني، نقابات، وجهات فئوية تقدمت بطلبات للانضمام لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية.
البديل الثاني أن يكون هناك تنسيقاً مع هذه الجهات والاتفاق على العمل المشترك دون الدخول في تقدم.
والبديل الأخير، هو المشاركة في أعمال المؤتمر ومن بينها الورش. وطبعاً هذا العمل تصاحبه بعض التحديات هنا وهناك.
تم الاجتماع مع حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل) بجمهورية مصر العربية، أيضاً انعقدت اجتماعات مع عبد الواحد محمد نور ومع عبد العزيز الحلو، وتم الاتفاق مع الحركة الشعبية شمال على تشكيل لجنة فنية مشتركة للاتفاق حول الاجندة التي يمكن أن يتم العمل المشترك عبها.
لسنا راضون بهذا البطء ولكن طبيعة التحالفات تستدعي الصبر عليها وبناءها بالصورة التي توفر قدرة على الاستمرارية والصمود، ونحن ندرك تماماً أن كل يوم يمر في هذه الحرب يزيد من معاناة الشعب السوداني.
*هل جرت اتصالات بالمبادرات الأخرى التي تدعو لوقف الحرب؟
تم الاجتماع بسكرتارية تنسيقية المنصة، وطرحنا لهم الأطروحات الثلاثة التي ذكرتها، وهم الآن في مرحلة التشاور، من خلال الاجتماع معهم أبدوا حرصهم على اتفاق كامل على مبدأ وحدة القوى الديمقراطية، وأن التشظي (الحاصل) لا يخدم أي طرف، ولابد من إيجاد إطار للتعاون المشترك. وهم الآن يدرسون الخيارات المطروحة والبدائل لتحقيق ذلك.
*ماذا عن اتصالاتكم بالطرق الصوفية، فمن الملاحظ أن هنالك غياب لهذه المجموعات؟
هنالك عدد من الأفراد المكلفين من قبل اللجنة التحضيرية للتواصل مع هذه الفئات. وبالتأكيد هذه الفئة من الفئات المهمة جداً، خاصةً ونحن نتحدث عن ضرورة محاربة خطاب الكراهية، وهي واحدة من الفئات الاجتماعية التي تمتلك واقع تاريخي طويل جداً في قبول الآخر ورتق النسيج الاجتماعي والتعامل مع هذه المسألة بمعالجات مجتمعية.
*هل هنالك تواصل مع طرفي الصراع في ظل الخطوات التصعيدية الأخيرة؟ وهل تم تنفيذ بنود الاتفاق الذي تم بينكم وبين قائد الدعم السريع؟
كما نعلم جميعاً، في ديسمبر الماضي (تقدم) كتبت خطابين لقيادة الطرفين، استجابت قيادة الدعم السريع بشكل عاجل، وعقدنا اجتماعا بالفريق حميدتي، ووقعنا معه ما عُرف بإعلان أديس، والذي تضمن عدة نقاط تمثل في أغلبها خارطة طريق (تقدم)، وأفتكر أن ما تم شيء إيجابي ويصب في الاتجاه الصحيح.
وبنفس القدر تواصلنا مع قيادة الجيش، ولكن لم يتم التوصل إلى شيء واضح بخصوص مسألة اللقاء، رغم أننا الحقنا الخطاب الأول بخطاب آخر، وظلت اتصالاتنا مستمرة، ونطمح في أن ينعقد اللقاء بشكل عاجل وسريع حتى نتمكن من معالجة هذه المسائل، من خلال تواصلنا مع الطرفين ظللنا نناشدهم بأن يتم ضبط الخطاب العدائي مما يسمح بخلق مناخ يساعد في عملية التفاوض.
بخصوص التزامات الدعم السريع في إعلان أديس، تواصلنا مع الدعم السريع بأن الاتفاق شمل خطوات عملية، من ضمنها موضوع إطلاق سراح 451 من أسرى الحرب، وأكدوا التزامهم التام بتنفيذ هذا الاتفاق، ولكن هنالك إشكال حقيقي يعرقل إتمام هذه العملية، وهو أن الصليب الأحمر لم يعد يعمل بالسودان، وكما نعلم أن مسألة التسليم لا يمكن أن تتم بدون أن يكون هنالك طرف ثالث وسيط، كما تم سابقاً حينما كان الصليب الأحمر لا يزال يعمل بالسودان. وتحدثنا معهم أيضاً حول ضرورة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في إعلان أديس، حتى لا يتحول هذا الإعلان لمجرد كلام.
*متى تم آخر اتصال بينكم وبين الجيش؟ وبأي صورة؟
آخر اتصال هاتفي مع الجيش تم قبل أسبوعين، حول ذات الموضوع، وهو الترتيب للقاء.
*حسب المتابعات، وافق الجيش على اللقاء ولكن اشترط أن يكون اللقاء في بورتسودان، ما هو تعليقكم على ذلك؟
بكل تأكيد نحن ليس لدينا أي مشكلة في أن يكون اللقاء في أي بقعة من بقاع الوطن، ولكن ابلغناهم بأن السودان في حالة حرب، وأن وجود قيادة الجيش في بورتسودان يؤكد أن الوضع في السودان وضع غير طبيعي، وطلبنا منهم تجاوز هذه النقطة والمضي نحو اللقاء، فالهدف الرئيسي ليس هو أين نلتقي، وإنما أن يتم اللقاء في مناخ مناسب يتيح إمكانية التعامل بندية، وأن نستطيع أن نناقش قضايا السودان بكل حرية، وهذا لا يتوفر في المناخ السائد في داخل السودان الآن.
نحن حريصون على هذا اللقاء، لأننا ليس لدينا هدف من وراء هذا اللقاء سوى أن نسرع من إنهاء هذه الحرب ووقف معاناة الشعب السوداني التي تزيد يوماً بعد يوم، ونتمنى أن لا تعيق هذه الشكليات من إمكانية إنجاز تواصل يسمح بالاتفاق على كيفية إيقاف هذه الحرب.
*هل يمكن أن يذهب الطرفان في اتجاه اتفاق ثنائي يتجاوز القوى المدنية؟
قبل المنامة كانت هنالك جدة، وكلها مساعي في إطار الحوار بين الفصيلين المتحاربين لوقف الحرب، ونحن نفتكر أنها خطوات في الاتجاه الصحيح.
جدة كانت ميسرة من السعودية والولايات المتحدة، وتوسع هذا المنبر في (المنامة) بإضافة مصر والإمارات والبحرين هي خطوة إيجابية وفي الاتجاه الصحيح، وأفتكر إذا تمت مواصلتها حتى تصل لوقف إطلاق النار ووقف العدائيات وإيصال المساعدات الإنسانية وإلى آخره، هذا سيؤدي لوقف معاناة السودانيين، ولكن يجب أن تستصحب ذلك عملية سياسية، ونرى أن أنسب مكان لهذه العملية هو أن تتم تحت مساعدة وإشراف الإيقاد والاتحاد الافريقي، ونعتقد أن نجاح كل مسار يساهم في نجاح المسار الآخر.
المسار السياسي تأخر كثيراً، ولكن هنالك بوادر استيعاب بصورة أفضل للمشكلة السودانية في الآونة الأخيرة، ليس هنالك حل عسكري لهذه الأزمة، لذلك هنالك ضرورة لعملية سياسية تجمع كل الفاعلين من القوى الديمقراطية لمعالجة الأزمة ونرى أن المسارين يجب أن يكونا متوازيين.
المصدر: دبنقا