حماية الفساد جريمة لا تسامح فيها
من الطبيعى ان تتضافر الجهود لمحاربة الفساد والمفسدين ، ووضع حد لهذا النوع من المخالفات ، التى تعتبر فى نفسها جريمة يلزم مكافحتها ، والوقوف بوجهها ، وعدم التسامح معها مطلقا ، والا فلن يتم إصلاح حال البلد وحمايتها ، ومحاربة الفساد ، والتصدى له ، والوقوف بوجهه حتى يندحر.
ومن المعروف ان صورا كثيرة للفساد يتم تداولها ، ولابد من كشفها والدعوة لفضحها ، ومحاربة من يدعمون هذا الفساد ، ويقفون خلفه ، ويعملون على تعطيل العدالة ، حتى لاتتم ملاحقة المفسدين ومحاكمتهم لتاديبهم وردع الآخرين عن الوقوع فى ما ذهبوا اليه.
ومن هذه الصور التى لابد من فضحها استغلال البعض لنفوذه والاستفادة من الموقع الذى هو فيه للاضرار بصحة الناس ، والتسبب فى نشر الأمراض المميتة.
وفى الخبر ان حرس احد المسؤولين الكبار تورُط في إدخال حاوية حبوب مُسرَّطنة تستخدم فى التخسيس ، ونقرأ فى التفاصيل ان الجلسة الأولى لمحاكمة الضبطية والتى تم إدخالها إلى البلاد عبر مطار الخرطوم بأوراق رسمية من المجلس القومي للصيدلة والسموم ، الجلسة الأولى أنعقدت يوم الخميس بمحكمة جرائم الإرهاب بالخرطوم شمال
، وأكد مصدر رفيع لـ(التيار) أن الحاوية دخلت البلاد بواسطة شركة معروفة ومرصودة منذ زمن طويل بحماية حرس مسؤول كبير بالدولة ، وقال: إن الحاوية ضبط داخلها عدد 800 ألف حبة مُسرَّطنة وتم القبض على مسؤولين بالمجلس وفتح بلاغات في مواجهتهم تحت المواد 18/15/16/38/89 جنائي “استغلال النفوذ”، مشيراً إلى أن الحبوب المضبوطة تم إدخالها إلى البلاد بواسطة شخص مصري الجنسية يقوم بتوزيعها بالسودان وإعادة تصديرها إلى مصر ، وأكد المصدر تعرُّضهم لمضايقات عديدة من أجل حفظ ملف القضية، وكشف عن صدور خطاب من المكتب التنفيذي للنائب العام للمطالبة بسحب ملف القضية من المحكمة للفحص ، وتساءل المصدر عن غرابة الطلب باعتبار أن فترة الاستئنافات انتهت قبل فترة وتخوُّف من وجود مؤمرات لقتل القضية.
ويلزم ان ننوه إلى ضرورة الوقوف بحزم وحسم فى وجه اى محاولات لحماية المفسدين وافلاتهم من العقاب وعدم التسامح مطلقا مع هذا الأمر فهذه مسؤولية الجميع بلا استثناء.
سليمان منصور