حكومات تخالف ارادة شعوبها..المغرب نموذجا
كثيرة هي الحكومات التي تمضي بعيدا عن اختيارات شعوبها ، خاصة حكوماتنا في المنطقتين العربية والإسلامية ، فالغالب الأعم لهذه الحكومات غير منتخبة ، ولم تنل تفويضا شعبيا يمكنها من القول انها حكومات جاءت بإرادة الشعوب.
ومن هذه الحكومات التي وقفت بقوة ضد ارادة شعوبها ، ومضت بعيدا في طريقها المناوئ لاختيارات الجماهير ، حكومات بلداننا العربية ، التي انغمست في لجة التطبيع الاسنة ، وازكمت هذه الحكومات الانوف بمواقفها المنتنة ، وكم كان قبيحا منها ان تقع في هذه الأخطاء الفادحة ، ولو انها اكتفت بالصمت في هذا الملف ولم تمتلك الشجاعة لمهاجمته والاعتراض عليه ، لو كان ذلك كذلك لكان الحال افضل مما هو عليه الآن ، حيث عمدت هذه الانظمة إلى التنكر لثوابت الأمة ، ومواقف الشعوب الواضحة ضد التطبيع ، والرافضة لأى تواصل مع العدو الصهيوني.
حكومة المغرب كاحدي هذه الانظمة التي اختارت التطبيع ومضت عليه رغم اعتراضات الشعب المغربي الحر الشريف والفعاليات التي نظمها كثير من مثقفيه وكياناته الثقافية والسياسية والاجتماعية ، رغم اعتراض السواد الاعظم من الشعب المغربي الحر ، ابى نظام جلالة الملك محمد السادس الا ان يفسد فرحة المغاربة بانجازاتهم في كأس العالم بقطر وذلك باقرار البرلمان وبالأغلبية اتفاقيتين مع العدو الإسرائيلي تخصان التعاون الاقتصادي والخدمات الجوية ، وقد قوبلت الخطوة باعتراض اتحادات نقابية ورفضها ماجري.
وقد قرانا من قبل تصريحا لنائب سفير العدو الصهيونى في الرباط يقول فيه انه استفسر مسؤولين مغاربة عن رفع لاعبين وجماهير من المغرب لعلم فلسطين في الاحتفالات بانتصارات المنتخب في قطر فقال له المسؤول المغربي انه موقف لايعبر عن الحكومة المغربية وإنما هي مبادرات يقوم بها اللعبون والجماهير من تلقاء أنفسهم ولاتعكس الراى الرسمي ، ويا لخيبة هذا القول والمنقول عنه ، وحقا ان مواقف الاصالة والشجاعة والقيم النبيلة هذه لا تشبه المطبعين الخونة واحدهم النطام المغربي البعيد عن شعبه وكل الاحرار.
ولا نحتاج إلى ايراد شواهد على القول برفض الشعب المغربي كما بقية الشعوب العربية والمسلمة واحرار العالم لمسيرة التطبيع التي اختارتها هذه الانظمة المرفوضة شعبيا ، وقد شهد العالم أجمع كيف كانت فعاليات كأس العالم في قطر ميدانا تباري فيه الاحرار فى إظهار دعمهم للشعب الفلسطينى ونضاله المشروع ضد الاحتلال حتي تحرير الأرض وتحقيق الاستقلال ، وراينا بوضوح كيف كان العلم الفلسطيني حاضرا عند احتفال الجماهير بانتصارات منتخباتها ، بل تفاعل مع القضية بعض الاحرار من غير العرب والمسلمين وهم يناصرون فلسطين برفع علمها او اعتمار كوفيتها ، وكان لافتا لأنظار العالم الرفض المستمر لعدد كبير جدا من العرب والمسلمين التعامل مع الصحفيين الاسرائيليين بل الاعتراض على وجودهم في قطر مع التأكيد على انه لا اعتراف ابدا باسرائيل وانه ليست هناك دولة بهذا الاسم وان هذه الأرض هي فلسطين وحسب.
الجماهير المغربية وبعض لاعبي المنتخب كانوا جزء من الاحتفاء الشعبي العريض بفلسطين والأعتراض على وجود إسرائيل من الأصل وليس فقط رفض التعامل معها ، هذه المواقف الكريمة للجمهور المغربي والعربي ككل تجعلنا نقول ان هذه الحكومات باختيارها ما ينافي ارادة شعوبها فانها حتما إلى زوال وستبقي فلسطين محل احتفاء كل الاحرار.
سليمان منصور