حزب الامة يفتقد حكمة الامام وحنكنه
من ابجديات القول أن أى حزب محترم ، او جماعة تريد أن تنال قبول الناس ورضاهم ، واى أفراد يتصدون للعمل العام ، ويسعون لنيل شرف خدمة الناس ، وحتى أولئك الطامحون فى تحقيق رغباتهم الخاصة ، والوصول إلى قمم النجاح سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، وفى مختلف الصعد ، كل هؤلاء وغيرهم مطالبون باعتماد الاخلاق كضابطة فى حياتهم ، وممارسة شؤونهم اليومية ، والا فسوف تضيع جهودهم سدى ، ولن يجنوا الا الخسران ، ولن تنحصر ندامتهم فى خسارة مشاريعهم الدنيوية ، وانما سيعمهم الخسران فى الدارين والعياذ بالله .
حديثنا اليوم عن حزب الامة ، كأحد أكبر واعرق الأحزاب فى الساحة السودانية ، وسواء اتفق الناس معه أو اختلفوا فمما لا شك فيه أن الجميع قائلون بأنه حزب كبير ، وله امتدادات جماهيرية واسعة فى أصقاع السودان ، وهذا الامتداد الجماهيرى يجعل منه حزبا قوميا لايمكن ان يتم حصره فى جهويات مناطقية ، أو تصنيفات إثنية .
لايقول أحد أن حزب الامة فى حياة الزعيم الراحل الامام الصادق المهدى كان بعيدا عن التشظى ، او ان الامام كان عاصما من المشاكل ، بل أن البعض كان اعتراضهم على سياسات الامام نفسه فى إدارة الحزب ، لكن لايختلف الناس أن الامام الصادق المهدى كان شخصية محترمة عند الجميع ، وحتى من يختلفون معه يشيدون بأخلاقه وأدبه وحكمته وحرصه على احترام الجميع ، لذا كان فى حياته حائطا تنتهى عنده كثير من الخلافات ، وينجح فى احتوائها بحكمته المعهودة ، وحتى إن لم تنته الخلافات فإنها حتما لن تاخذ منحى عنصريا أو جهويا أو مناطقيا ، كما هو الحال الأن فى هذا الحزب العريق بكل اسف .
نقول هذا الكلام ونحن نقرأ عن صراع خفي يدور فى أروقة الحزب ، وبكل أسف هذا الصراع اخذ منحى مناطقيا ، وقام على اساس جهوي.
وتقول الاخبار أنه برزت داخل حزب الأمة القومي ، بوادر خلافات جهوية ومناطقية ، إذ كشف تسجيل صوتي ، (بحسب صحيفة الحراك السياسي الصادرة اليوم الأربعاء) ، عن صراعٍ خفي بين شقين من الحزب لانتماءات جهوية.
وقال متحدث في التسجيل بحسب الصحيفة ، مخاطبًا أعضاء المكتب السياسي للحزب” بقيتو تلعبوا بالحزب وتشمتوا الناس علينا بعد وفاة أبو أم سلمة” ، وأكّد رفضه القاطع لإزاحة رئيس الحزب المكلّف فضل الله برمة ، وقال بلجهة حادة” فضل الله برمة أنتو ما بتشيلو..بشيلو المؤتمر العام”.
وأضاف” الحزب الآن به جهويات..أنتو عايزين تقلبوا الحزب غرّابة وجلابة . وقال فى التسجيل : .الحزب كان لاميهو سيدو الصادق المهدي..وبعد ما بقى مافي ما فيكم زول عاقل خالص”.
وتابع يقول ” ما تنسو الحزب دا حزب كلّ السودان ، وما حزب جلابة ، وأنتو هسي خربتوه عملتو جلابة”.
وزاد” إذا فرزتو غرابة وجلابة ما تتحملوا إلاّ مسؤوليتكم”.
ان هذه المشكلة الخطيرة تهدد كيان الحزب ووجوده ، ويعرف الجميع الان وبالذات منسوبى الحزب أنهم يفتقدون بشدة حكمة الامام وحنكته وشخصيته المقبولة عند الناس كل الناس .
بقلم: سليمان منصور