أخبار السودان :
حرب غريبة لا تشبه نظيراتها
اندلعت حرب الخرطوم في الخامس عشر من شهر ابريل ، وهاهي الان تقترب من اكمال شهرها الرابع ، ولما يعرف الناس متى تنتهي هذه المعاناة وتضع الحرب اوزارها ويعود الناس الى ممارسة وضعهم الطبيعي.
ان ما يقوله الناس – وحق لهم – ان هذه الحرب غريبة ولا تشبه نظيراتها من الحروب الكثيرة التي عاشها البعض وخاضوا غمارها ، او على الاقل سمعوا بها ولاحظوا بعض اثارها.
شبت الحرب ومنذ الايام الاولى لاحظ الناس اختلافا ، فكثير من جنود الدعم السريع الذين تقطعت بهم السبل اثر ضرب الجيش لمقراتهم تشتتوا في الاحياء ، ولم يكتفوا بذلك بل اقتحموا منازل المواطنين وعسكروا فيها ، وفي بعض المناطق الحساسة اتخذوا منازل المواطنين مقارا يقاتلون منها الجيش في انتهاك صارخ لكل القوانين والاعراف والمعاهدات والمواثيق والأخلاق ، ورغم صدور مناشدات متعددة عن مختلف الجهات الا ان منتسبو الدعم السريع لم يستجيبوا وظلوا يحتلون منازل المواطنين وبقوا فيها ، وهذه احدى التصرفات التي تجعلنا نقول انها حرب غريبة ليست كمثلها من الحروب.
وقد تناقل الناس افادة مهمة للقائد العسكري والسياسي من جنوب السودان الدكتور رياك مشار الذي قال وهو يعتز بسودانيته واخلاق السودانيين في الحروب التي خاضوها ضد بعض منذ الاستقلال عام 1956 وحتي توقيع اتفاق سلام نيفاشا العام 2005 وصولا الي انفصال الجنوب في العام 2009 ، قال دكتور مشار اننا وحتي في غمرة حربنا ضد الجيش السوداني كنا نرسل لهم عوائلنا الى مناطق سيطرتهم كنازحين وهم يعلمون ان فيهم اهلنا ، وهم ليس فقط لايعتدون عليهم كما حدث في حرب الخرطوم الغريبة هذه وانما يطعمونهم ويحمونهم.
انها شهادة من رجل عاش تجربة الحروب وقاسى ماسيها لكنه يعتبر ان حرب الخرطوم ليست كغيرها من رصيفاتها وانما هي سوء وانعدام اخلاق.
احد الناشطين كتب عن نقاش بينه واخر حول غرابة هذه الحرب ولا اخلاقيتها ، قال :
قبل عدة ايام اطلعت علي تقرير يؤيد ذلك (غرابة الحرب) ، حيث تمت المقارنة بين حروب الالفية في العراق وافغانستان وليبيا وسوريا واثيوبيا وحربنا في السودان فذهب كثيرون الى ان كل الحروبات التي وقعت في العالم لاتشبه ما حدث في السودان من حيث الحقد والحسد الاجتماعي والطبقي الذي جاء به المشاركون في هذه الحرب القذرة.
ويواصل في تعبيره عن رايه بالدارجية :
ياخ ما مكن قتل وسفك دماء وسرقة وبعد كل ذلك حرق وتكسير وتدمير للبيوت والمؤسسات الممتلكات
نسأل الله ان يرفع البلاء عنا ويخفف ما وقع والم بنا.
سليمان منصور