حرب الوعي… خطورة سلاح الإعلام
يتفق الناس على ان العالم أصبح اليوم مهتما جدا بسلاح الإعلام لما له من دور فعال في صناعة الراى العام وبلورته وتوجيهه وصولا إلى تسويق وفرض الرؤية التى تريدها الجهة المسيطرة على الإعلام بمختلف وسائله إذ لم يعد مقتصرا فقط على القديمة والتقليدية منها على أهميتها وإنما شملت مختلف الوسائل حديثها وقديمها ويعمل عليها المهتمون وصولا إلى الهدف الذي رسموه وارادوا تحقيقه.
وعبر الضخ المستمر والمتواصل على موضوع معين وتبني رؤية محددة يتم التمهيد لفرضها لتصبح هي المسيطرة على الساحة وكانها هي الحقيقة ، ومع انها مخالفة للواقع الا ان كثرة الطرق عليها ووضعها كتريند
تجعل كثيرين يسوقونها ويعيدون طرحها ويتبنونها غافلين عن انها من عمل العدو وهي النتيجة التى يريد ايصالنا لها تمهيدا لفرض مشروعه.
اننا في تعاملنا اليومي مع وسائل الإعلام قد نغفل عن خبث العدو ومكره ولاننتبه له وهو يخلط السم في العسل وبكل اسف تنطلى علينا بعض خدعه – وما أكثرها – وتقوم بعض وسائلنا الإعلامية بنشر مادة يكون العدو في الأصل قد انتجها او وقف عليها او اوحي إلى اخرين من حولنا او لنقل من بني جلدتنا ليطرحوا رؤية معينة ويقعوا هم في الفخ من يعلمون او لايعلمون والنتيجة فوز العدو في مخططه ووصوله ولو جزئيا إلى مراده.
وفى هذه المواجهة مع العدو الخبيث الماكر علينا أن ننتبه جيدا لخططه فالحرب – كما اسلفنا – في جانب مهم منها هى حرب الوعي والفهم والانتباه ومعرفة العدو امر مهم لتجنب خطره بل تحقيق اانتصار عليه.
ومن الكلام الجميل والمهم في هذا الباب ما كتبه احد المهتمين بكشف احابيل العدو والعاملين على نشر الوعي وتبصير الناس إذ قال :
في تعاملك مع إعلام العدو بشكل مستمر، فان الامر هنا يخرج من حيز اختيارك الشخصي بل انك دخلت في مجال شيده العدو بنفسه، تكون فيه العلاقة ثابتة ومستمرة بين طرف مهيمِن مُرسل هو العدو وطرف خاضع متلقٍ هو أنت عمادها أستهلاك الخبر واعادة انتاجه بصيغة مغايرة. وهذا الامر لا يختص باعلام العدو بل حتى تمثلاته العربية، في محاضراته يشرح بورديو قاعدة في الاعلام «كل ما أرادت أداة صحفية أو وسيلة تعبير استهداف جمهور واسع كل ما تخلت عن حدتها وتركت ما يسبب الصدمة» وان قنوات كالعربية وإم بي سي وغيرها هي قنوات للعدو تخلت عن ما يسبب الصدمة من حروف ورموز عبرية وجاءتك بالحرف العربي.
ان التعامل الإعلامي ليس فقط أن تقابل العدو وجهاً لوجه في استوديو احد القنوات او ترتبط في مشروع اعلامي مؤداه النفع للعدو، بل هي هذه العلاقة المستمرة بينك وبين منصاته ونقلك الحرفي عنها حتى تكون «الأول» في فضاء اجتماعي ما، «أول» من كتب عن الاستهداف، و«أول» من نعى، و«أول» من فهم حيثيات الحدث، لكنك اخر الناس في الانضباط، واخر الناس في معرفة مسؤوليتك في الحرب، واخر الناس في التزامك بالتبرء من العدو وكل ما يتعلق بيه.
ونقول ان هذا الكلام جدير بالتوقف عنده والاهتمام به ، ولابد ان نعرف ان جهلنا بالعدو وخططه ومكره تعيق المسيرة وتؤخر النصر.
سليمان منصور