حذاري من وطن مستباح تسرح فيه المخابرات
من أسوأ السيناريوهات ان تصبح بلادنا مستباحة تسرح فيها أجهزة المخابرات وتتخذها ميدانا تتصارع فيه ، وتسعي كل جهة لاحراز نصر على الاخري ، والخاسر الأول في هذا المعترك بلا شك هم أهل البلد.
وليتنا نعي خطورة الأمر وننتبه إلى المصير الصعب الذي ينتظر بلادنا ان هي مضت على هذا الطريق المليئ بالعثرات والذي يقودنا إلى المهالك والموبقات ما لم نقف جميعا مع مصلحة البلد مؤثرين ذلك على ما سواه ، وهذا الكلام بلا شك نعني به الساسة في المقام الأول ومن بعدهم يأتي عموم الناس فهم المطالبون بمراقبة الساحة وضبطها ومنع السياسيين من السير في الطريق الخاطئ وذلك عبر عدة وسائل من بينها نشر الوعي العام بين الناس وجعلهم يراقبون الساحة ، ولتمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي بالتوضيحات اولا بأول وجعل تقديم مصلحة البلد على المصلحة الخاصة ثقافة عامة يتبناها الجميع ويدعون لها ويشنعون بإستمرار على كل من اختار غير ذلك ، فان هذا الأمر لو أصبح ثقافة عامة لشكل ضغطا على اي شخص عام يحاول ان يخالف ما عليه عامة الناس.
ولا أخال أحدا من المهتمين بالشأن العام لم يقرأ ما أثير داخليا وخارجيا (قبل أيام) من تلقي قوات الدعم السريع أجهزة ومعدات تجسس من إسرائيل عبر شركة في قبرص ، وقد نفت قوات الدعم السريع هذا الكلام لكن يصعب تصديقها خاصة وان لقادتها تجارب سابقة في لقاء مسؤولين امنيين وعسكريين من دولة الكيان الصهيوني في الخرطوم وفلسطين المحتلة والعلاقة الوطيدة بين الدعم السريع ودولة الإمارات العربية المتحدة وهي عرابة التطبيع الأولى في المنطقة بل بينها والعدو العديد من التداخلات الأمنية والملفات المشتركة والدعم السريع قطعا ليس بعيدا عن هذا الامر.
ايضا سمعنا وقرانا التحليلات المختلفة عن دور المخابرات المصرية ببلادنا في هذه المرحلة العصبية من تاريخنا وحديث اخر عن رجال مصر في السودان.
أيضا هناك حديث متداول عن الأدوار الشائكة في الساحة السودانية والنشاط الذي تقوم به المخابرات الأمريكية والتركية والبريطانية والاريترية وغيرها من أجهزة المخابرات ، وهذا الامر بالغ الخطورة بلا شك ، ولابد من الانتباه جيدا له ، ومعرفة مايتهددنا ، ولنعمل معا على ابعاد بلادنا من اي صراع وذلك كما اسلفنا بنشر الوعي والضغط على الساسة ليتجنبوا هذا الطريق الوعر وفي هذا خير لنا جميعا اتفقنا او اختلفنا في الرؤي السياسية وقضايانا العامة.
سليمان منصور