حذاري من خطوات قد تفتت البلد
يبقى لزاما على اى شخص ان يبتعد وبشكل تام عن اى خطاب يمكن أن يثير الفتن ويوقع الناس فى المحذور ، او السير على درب قد يؤدى لا سمح الله الى تفتت البلد وقطع اواصرها ، وتشتيت ما تبقى من لحمة تحفظ للبلد وحدتها والتعايش السلمى بين بنى السودان.
ومن المعروف ان تصاعد خطاب القبلية والمناطقية وارتفاع نبرة الكراهية هو مقدمة لنتائج سيئة يمكن أن تقود إلى تفتيت السودان.
وما يزعج ويثير السخط ان الصمت الرسمي او لنقل ان حالة اللامبالاة وعدم إبتدار أي ملاحقات قانونية ضد كل من يثير الكراهية العرقية و المناطقية كل هذا القصور الحكومى مرفوض ، واشد ما نخشاه فى هذا الباب ان تتصاعد هذه الحالة السلبية المقيتة ، وعلى الرغم من تسالم الناس على أن هكذا خطاب يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون في أي دولة من دول العالم الا ان التراخى الرسمى عن ضبط ما يجرى يؤكد ما يذهب اليه البعض ان هناك علاقة ما تجمع بين مثيرى هذه الخطابات السالبة والسلطة الانقلابية الحاكمة ومخابرات بعض الجهات التي تعمل على تفكيك السودان.
نلاحظ بكل اسف ان الخطاب السالب الذى تفوح منه رائحة العنصرية المقيتة المنتنة قد ظهر على لسان بعض الناشطين و المثقفين ، وان حالة تعبئة عامة باتت تشهدها البلد احيانا ، فكثيرا ما سمعنا عن استهداف وتسقيط للشخص بسبب انتمائه الاثنى والمناطقى فحسب ، وهذا امر خاطئ يلزم ان تقف جميعا بوجهه ونحاربه.
ونتساءل ماذا يمكن أن نقول عن الهجوم على مناوى وجبريل وحميدتى – مثلا – وتركيز الحديث عنهم باعتبارهم من دارفور ، واننا لايمكن ان نقبل بتصدرهم المشهد ، وايضا هذا الهجوم الذى يطال اردول لانه من النوبة ، او الناظر ترك لانه ادروب وإلى غير ذلك مما نراه بكل اسف ينتشر بشدة فى وسائل التواصل الاجتماعى ، فهل يمكن تغذية هذه الروح الجاهلية والعصبية المقيتة وانتظار ان ينصلح حال البلد وتمضى نحو الامام وتلحق بركب المتقدمين؟
نقول هؤلاء وغيرهم ليس محذورا انتقادهم وتصويب عملهم والتركيز على ابراز أخطائهم لكن ان يكون مبعث النقد والتقسيط انتماءهم العرقى والآثنى والمناطقى فهذا ما لا يستقيم ، وسيجر البلد إلى فتنة عمياء.
نتمنى أن نعى جميعا أن البلد لن يبنيها الا بنوها ، ولن يمر وقت الا وكثير من الفتن قد ماتت فى مهدها وهذا هو المرجو.
سليمان منصور