أخبار السودان :
جرائم الاستخبارات.الشريف الحمدابي نموذجا
ليس هذا اول حديث عن تجاوزات استخبارات الجيش وماظلت تقوم به من ظلم حقيقي تجاه من يجاهر برأيه ضد الحرب ، أو ينتقد الجيش ، ونتمني ان تغلق هذه الصفحة ، وتنتهي هذه الممارسات القبيحة التي ترتكبها الأجهزة الرسمية ، وحديثنا اليوم عن مظلمة وقعت من استخبارات الحيش بحق احد المواطنين ، انها جريمة اعتقال وتغذيب الناشط السياسي الاستاذ الشريف الحمدابي ، الذي تعرض لظلم بشع لابد من ادانته والمطالبة بمحاسبة مرتكبيه ، وعلينا ان نؤكد اننا ضد الظلم بصورة مطلقة ، ومع اي مظلوم اتفقنا ام اختلفنا معه ، وقضية الشريف الحمدابي نموذجا ، ونعرف ان هناك قضايا اخري كثيرة مماثلة لها من حيث وقوع الظلم بحق المعتقلين، والله نساله ان يرفع البلاء ويعيد الامن إلى بلادنا ويقتص من الظلمة المجرمين.
الشريف الحمدابي ناشط سياسي ذو حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي تحظي بكثير من المتابعين ، لذا في العادة تنتشر مشاركاته بسرعة ، وكان الرجل قد ظهر في تسجيل قبل اندلاع الحرب بايام قليلة جدا يحذر من مآلات الأوضاع ، ويتخوف من وقوع الصراع ، منبها المواطنين الى ان الجيش والدعم السريع كلاهما يعملان ضد الشعب ، وانهما مجرمان سارقان لصان يجب ان يعزلهما الشعب ويبعدهما من المشهد السياسي بان يتم حل الدعم السريع واعادة الجيش الى ثكناته ، محذرا من ان اي صراع بينهما سيقع وبالا على الوطن والمواطنين ، ومع اندلاع الحرب علا صوته ، رافضا للحرب ، داعيا الى ضرورة ايقافها فورا ، ومحاسبة طرفيها ، وكانت دعوته هذه عند الاستخبارات ومؤيدي الجيش والداعين لاستمرار الحرب كانت هذه الدعوة جريمة بنظرهم ، بل ترقي الى الخيانة العظمي ، وقد تم اعتقاله في مروي وظل محبوسا عند الاستخبارات العسكرية التي تفننت في تعذيبه لانتزاع اعتراف منه يمكن ان يبرر لهم موقفهم ، لكنهم بعد مدة اضطروا الى إطلاق سراحه دون ان ينالوا ما يبتغون ، وخرج الرجل من الحبس منهكا هزيلا تبدو عليه اثار المعاناة التي واجهها في السجن ، وربما الجوع والله اعلم ، وخرج ليقول لسجانيه اني على النهج الذي ارتضيته ، وعبرت عنه قبل السجن ، لم اغيره او ابدله ، وانما انا على كلامي من ان الجيش والدعم السريع مجرمان يجب ان ينالا عقابا رادعا ، جراء ما انتهكا من حرمات ، وان القتل الذي وقع لابد من استنكاره وتحميلهم نتيحته كاملة ، مع التاكيد على ضرورة ايقاف الحرب فورا ، ووضع حد لهذا الاجرام المتواصل بحق الوطن والمواطنين.
وفي تسجيل له تحدث الحمدابي عن مصادرة الاستخبارات لهواتفه ، بل انتهاكهم حرمة منزله ، والعبث بمحتوياته، ومصادرة أوراقه الرسمية، في تصرف قبيح لايمكن قبوله.
وتحدث عن دراجة بخاريه تخص احد اقربائه اخذتها الاستخبارات من المنزل، وحتي عندما ذهب صاحبها رفضوا تسليمها له، وطردوه ، وبعد اطلاقهم سراحه لم يعيدوها له وحتي عندما ذهب صاحبها مطالبا بها جوبه طلبه بالرفض، وطردوه ثانية في عمل مشين لايمكن لاي شخص يحترم نفسه ان يعمله.
الحمدابي كغيره من الناشطين السياسيين عبر عن رأيه ، وليس له سلاح غير لسانه وقلمه ، فكيف تواجه السلطات مواطنيها بالبطش والنيران؟
انها صورة من صور اجرام الاستخبارات العسكرية ، ونموذج من نماذج ظلمهم وطغيانهم ، وهو مرفوض جملة وتفصيلا
تعست سلطة تتصف بهذه الصفات ، وتعس نظام يمارس هذه الممارسات.
سليمان منصور