أخبار السودان :
جانب من معاناة السودانيين في مصر
حالة الحرب الصعبة التي يعيشها الشعب السوداني وما ترتب عليها من اضرار لحقت بالسودانيين الذين فقدوا ممتلكاتهم وتم تهجيرهم من بيوتهم وتعرضوا لظروف صعبة جدا ، هذه الاوضاع الصعبة دفعت باعداد كبيرة منهم الي التوجه نحو مصر ، التي فاجأتهم وجعلت من الحصول على تاشيرة دخول امرا بالغ الصعوبة ، والغت مصر عمليا اتفاقية الحريات الاربع التي كان معمولا بها بين البلدين منذ مدة ، ومنها حرية التنقل والإقامة حيث كان مواطن كل بلد يدخل للاخر ويقيم فيه دون قيود ، لكن المصريين الغوا ذلك وصعبوا الحصول على تأشيرة الدخول من السفارة والقنصليات وفي المعابر الحدودية ، وفي نفس الوقت غضوا الطرف عن الدخول الغير قانوني وانتشر دخول السودانيين الى مصر بالتهريب بل احيانا كثيرة يقدم الجيش المصري في الحدود مساعدات للمسافرين على شكل مياه وطعام، وفي مدينة اسوان حيث يدخل اغلب المسافرين لايتم سؤالهم ويركبون من هناك الى القاهرة وتمر الحافلات بشكل رسمي بنقاط البوليس والأمن دون ان يعترضهم احد.
وفي القاهرة – حيث يستقر اغلب الوافدين – وفي الإسكندرية ايضا يتوجهون الى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة سواء عبر الوصول الي مقرها مباشرة او عن طريق التواصل التلفوني ويتم توفيق الوضع القانوني.
لكن مؤخرا بدات الصعوبات تواجه القادمين الى مصر وحتي بعض وصولهم يتعرضون لمتاعب جمة اصبح صعبا عليهم تحملها، فمن لحظة الدخول الى مصر قد تقع فريسة لعصابات النهب والابتزاز وسوء المعاملة حيث فقد البعض كل مايحملون من أموال وذهب ، وسلبهم اللصوص كل ماعندهم ، واصبح من الصعب عليهم مواصلة رحلتهم الى القاهرة او الرجوع الى السودان دون اموال.
ومع الوصول الى المدن التي يرغب الوافدون في الاستقرار بها – واغلبهم يفضلون القاهرة – فان مشاكل اخري تواجههم ، حيث بدا المصريون يمارسون جشعا شديدا وابتزازا ، وانعدمت عند كثير منهم الأخلاق وهم يتعاملون بشكل غير محترم ولاانساني مع قادمين من حرب يفترض ان لا يتعرضوا للابتزاز وسوء التعامل.
وايضا اصبح من الصعب جدا التواصل مع المفوضية فلا الوصول الى مقرها ولا التواصل تلفونيا يتيحان للشخص الحصول على مواعيد قريبة او لنقل معقولة لانجاز مهمته وتوفيق اوضاعه والاستفادة من المساعدات المقدمة من منظمات العون الإنساني ، وفوق ذلك مارست السلطات المصرية الاسابيع الماضية حملة مطاردة وقبض عالية ضد كل من لا يحمل معه اقامة او كرت توفيق الاوضاع التابع لمفوضية اللاجئين ، ويقول البعض ان السلطات المصرية ترمي من هذا التضييق على السودانيين الى دفعهم الى التوجه للمفوضية واكمال اجراءات تسجيلهم لان هذا يجعل الامم المتحدة تدفع اعانات لمصر باعتبارها تحتضن اللاجئين وتستحق العون ، وايضا تهدف الإجراءات الاخيرة الى الضغط على السودانيين ليتجه المستطيع منهم الى ادارة الهجرة وتوفيق اوضاعه مقابل الف دولار عن كل شخص مما يشكل موردا ضخما لمصر مراعاة مع الاعداد الكبيرة للموجودين فعليا واولئك الذين مازالوا يحاولون عبور الحدود هربا من الحرب وتداعياتها.
انه جانب من معاناة السودانيين في مصر حيث تستغل الدولة المضيفة الظروف الحالية في السودان وتستثمر في الازمة بكل اسف.
سليمان منصور