أخبار السودان :
ثقافة المواجهة تصنع النصر
يعرف المسلمون جيدا ان تكالب الاعداء عليهم واجتهادهم للاضرار بهم ياتى بشكل اساسي نتيجة ضعفهم وتشتتهم وتفرقهم ، وهذا ما يمكن الاعداء من الاستمرار في مواصلة مؤامراتهم.
ويعرف المسلمون جيدا ان الاوضاع الحرجة التي يمرون بها تكون في جزء كبير منها نتيجة عدم ارتباطهم بالقيادة الحاذقة الواعية الصادقة البصيرة بالمشاكل القادرة على حلها ، هذا من جانب ومن جانب اخر بسبب افتقاد المسلمين للوعي والمعرفة بواقعهم وعدوهم ، ومن المعروف ان معرفة العدو احد اهم عوامل النصر ومقدماته.
ومن المعروف إنّ الاهتمام بقضايا العالم الإسلامي والإهتمام الرفيع والشامل بالموضوعات المتعلقة بالأمّة الإسلاميّة هو من أهم واجبات المسلمين وبالذات الناشطين الفاعلين وسبب لتحقيقهم النصر وكسب اي معركة يخوضونها وبالذات على المستوى الثقافي والمعرفي.
ومن اوجب الواجبات على الاخوان الفاعلين في العمل التوعوي والثقافي
مسألة اتّحاد المسلمين وحلّ العقد التي تُسبب التفرقة بين أجزاء الأمّة الإسلاميّة
ومن اولى الاولويات ابراز مظهر الوحدة والتلاحم وساحة الإخاء والتعاون بين ابناء الامة ، وعلى الجميع أن يتلقّوا درس التركيز على المشتركات وإزالة الخلافات.
ولابد ان يعرف الجميع جيدا ان السياسات الاستعمارية ومنذ القدم قد عملت على زرع التفرقة لتحقق من خلال ذلك أهدافها المشؤومة والخبيثة. ولكن اليوم وبفضل الصحوة الإسلامية وبعد أن عَرَفت المجتمعات الإسلامية عداءَ جبهة الاستكبار والصهيونية ووقفت في وجهها، فقد ازدادت سياسة التفرقة بين المسلمين شدّة وعنفًا.
إنّ العدوّ المخادع بإشعاله نيران الحروب الأهليّة بين المسلمين يهدف إلى جرّ مقاومتهم وجهادهم إلى الانحراف، كي يبقى العدوّ الصهيوني وعملاء الاستكبار – وهم الأعداء الحقيقيّون – في موضعٍ آمن، وإنّ تجهيز المجموعات الإرهابيّة والتكفيريّة وأمثالها في بلدان المنطقة يأتي في سياق هذه السياسة الغادرة.
إنّ هذا لهو تحذيرٌ لنا جميعاً أن نضع اليوم مسألة اتّحاد المسلمين في رأس قائمة واجباتنا الوطنيّة والدوليّة.
قضيّة فلسطين هي الموضوع المهم الآخر إذ بعد مرور 65 عاماً على إقامة الكيان الصهيوني الغاصب والمنعطفات المختلفة التي مرّت على هذه القضيّة الهامّة والحسّاسة، وخاصّة الحوادث الدامية في السنوات الأخيرة، فإنّ حقيقتين قد اتّضحتا للجميع. الأولى: أنّ الكيان الصهيوني وحماتَهُ المجرمين لا يعرفون حدّاً لفظاظتهم وقسوتهم ووحشيّتهم وسحقهم لكلّ المعايير الإنسانيّة والأخلاقيّة. يُبيحون لأنفسهم كلّ جريمة وإبادة جماعيّة و تدمير وقتلٍ للأطفال والنساء والأبرياء العزّل، بل كلّ اعتداء وظلم بمقدورهم ارتكابه، ثم هم يفخرون بما ارتكبوه. والمشاهد المُبكية في الحرب الظالمة التي ظل العدو يشنها على الفلسطينيين هي نموذج من هذه الجرائم التاريخيّة التي تكرّرت مراراً في نصف القرن الأخير.
الحقيقة الثانية: هي أنّ هذه المجازر والفجائع لم تستطع أن تحقّق هدف قادة الكيان الغاصب وحماته. وخلافاً لما كان يجول في ذهن لاعبي الساحة السياسيّة الخبثاء من آمال حمقاء بشأن سطوة الكيان الصهيوني ومنعته فإنّ هذا الكيان يقترب يوماً بعد يوم من الاضمحلال والفناء.
إنّ صمودَ ومقاومة الفلسطينيين أمام الكيان الصهيوني وما حدث في النهاية من فشل وتراجع لهذا الكيان واستسلامه أمام شروط المقاومة، لهو مشهدٌ واضحٌ لهذا الضعف والهوان والانهيار.
إنّ هذا يعني أنّ الشعب الفلسطيني يجب أن يزداد لديه الأمل أكثر من أي وقت مضى، وأن يزيد مناضلو الجهاد وحماس من سعيهم وعزمهم وهمّتهم، وأن تتابع الضفّة الغربيّة مسيرة العزّ الدائمة بقوّة و صلابة أكثر، وأن تطالب الشعوب المسلمة حكوماتها اتّخاذ مواقف مساندة حقيقيّة وجادّة من قضيّة فلسطين، وأن تقطع الدول الإسلاميّة خطواتٍ صادقة على هذا الطريق.
سليمان منصور