أخبار السودان :
توالى الشهادات على تعاظم الانتهاكات
ظلت الشهادات بتعاظم الانتهاكات تتري منذ اندلاع هذه الحرب اللعينة، واستمرت معاناة الناس تتزايد ، ومستوى المشاكل الناتجة عن هذه الحرب في تصاعد ، ومنذ ان تابع الناس الذين هم خارج دائرة التأثر الفعلى بالحرب ووقوع الانتهاكات عليهم بشكل مباشر ، مع كل هذه الاحداث المتداخلة بدات العديد من الجهات بايراد شواهد واضحة وشهادات حسية على ارتكاب الدعم السريع لجرائم عظيمة وانتهاكات فظيعة ضد المواطنين الأبرياء الذين لاعلاقة لهم بخلاف سياسى او انتماء حزبى وتنظيمى
ونعرض بعض الصور المؤلمة لاتتهاكات فظيعة ارتكبها الدعم السريع وسجلتها بعض الجهات الغير متهمة بعداء للدعم السريع او محاولة لتشويه صورته.
وتبعاً لشواهد ومعطيات الحرب الدائرة الان فقد احتل الدعم السريع وانتزع بالقوة المسلحة منازل المدنيين ، واتلف واحرق ونهب وسرق ممتلكات المدنيين، وقتل واعتقل واحتجز المدنيين في مقار حجز وحبس وإعتقال، لجعل المعتقلين والمحتجزين المدنيين دروع بشريه، وارتكب جرائم التطهير العرقي وجرائم الخطف والإغتصاب والإنتهاك الجنسي والسخرية وإسترقاق حرائر النساء والفتيات.
ووفقاً لشواهد أدلة وتقارير دولية عن الحرب الدائرة في السودان صادرة من الأمم المتحدة مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بتاريخ 17/08/2023م، تشير تقارير خبراء الأمم المتحدة إلى إستخدام واسع النطاق للإغتصاب والعنف الجنسي ضد النساء والفتيات من جانب قوات الدعم السريع.
واذاعت قناة البي بي سي في تقارير إعلامية تحقيقيه شهادات لضحايا الإغتصاب الجنسي وقد ادلت نساء بشهادات أوضحت كيف تلجأ قوات الدعم السريع للاغتصاب كسلاح للترهيب والإرهاب.
وتفيد تقارير قناة الـ CNN الأمريكية – لكبيرة المراسلين الدوليين السيدة نعمة الباقر الأمريكية الجنسية لأصول سودانية – بتعرض العشرات من مواطني الجنينة من النساء والأطفال والرجال للقتل والأذى الجسيم بإطلاق النار من أفراد قوات الدعم السريع، وإفادات شهود عيان محليين بدفن جثث للعشرات في مقابر جماعية في مدينة الجنينة وأمسترى بوجود 78 جثة في مقبرة جماعية ، وأنه بتاريخ 15/06/2023م وبشهود محليين عيان هناك مقبرة فيها نحو ألف جثة داخل مدينة الجنينة وأن عشرات الجثث متحللة وملقية في قارعة وفضاءات الطريق، وتفيد السيدة نعمة الباقر كبيرة المراسلين للقناة بتحمل قوات الدعم السريع مقتل والي ولاية غرب دارفور خميس عبدالله أبكر وتصفيته بدم بارد، وأن ما أرتكبته وترتكبة قوات الدعم السريع في دارفور على قبيلة المساليت وأقليات العرقيات الإثنية الزنجية الدارفورية أفعال ترقى لجرائم التطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية.
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 14/07/2023م، الإدارة الأمريكية باسم وزارة الخارجية الأمريكية السيد/ ماثيو ميلر، حكومة الولايات المتحدة الأمريكية أصدرت بيان أعربت فيه إدانتها بـأشد العبارات الفظائع المستمرة وعمليات القتل التي تتم على أساس عرقي وترتكبها قوات الدعم السريع وبعض الميليشيات المتحالفة معها في غرب دارفور. وتحقيقات مسحية محلية داخل معسكرات اللاجئيين في تشاد، شهادات أقوال الناجين الفارين لنساء إمهات لأطفال، تفيد أن أفراد الدعم السريع قاموا بنزع الأطفال الذكور من حجر أمهاتهم وقتلهم بالرصاص، وأن الأمهات لحماية الأطفال من القتل إبتدعن طريقة تمويه وتضليل لأفراد الدعم السريع بتقديم الأطفال الذكور بلباس الأطفال الإناث.
وتشير صفحة ويكيبيديا (الموسوعة الحرة) إلى السجل الإجرامي لقوات الدعم السريع في مجال إنتهاكات حقوق الإنسان، بأن قوات الدعم السريع وهو إسم قد أعيد تسميته من جديد لميليشيا الجنجويد بالسودان ذات السمعة السيئة، التي سجلت ضدها عدد من الإتهامات الجنائية بالضلوع في عدة جرائم ضد الإنسانية في أجزاء مختلفة من السودان في دارفور وجنوب كردفان والخرطوم، وتشمل هذه الانتهاكات التطهير العرقي وحرق القرى وإغتصاب النساء والإعتقال غير المشروع، وإعتقال النشطاء الحقوقيين، وإعادة إستخدام المستشفيات والكنائس كدروع وقائية من هجمات القوات المسلحة السودانية عليها، وأن الإنتهاكات المرتكبة من قوات الدعم السريع تصل إلى التطهير العرقي وجرائم الحرب. وأنه قد تم رصد عدد من الجرائم للدعم السريع في أحداث فض الاعتصام السلمي بالخرطوم – فيما يعرف بمجزرة القيادة العامة في السودان – لقيام قوات تابعه لقوات الدعم السريع بإغتصاب عشرات النساء بحسب إفادات الضحايا، وحرق وقتل آخرين وإلقاء جثامينهم في نهر النيل الأزرق بحسب إفادات شهود محليين. وكشف تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية صادر في ديسمبر 2018م عن تجنيد ميليشيا قوات الدعم السريع للأطفال، وإرسالهم للقتال في خط المواجهة في حرب اليمن.
وأن الدعم السريع طرف في النزاع الدائر في السودان خلال العام 2023م، وقد أشارت التقارير أن أفراداً تابعين للمليشيا إرتكبوا جرائم نهب المنازل وطرد سكانها، وإرتكبوا جرائم العنف الجنسي، وإستخدام الكنائس والمستشفيات دروع وقائيه من هجمات القوات المسلحة السودانية. وبحسب صفحة ويكيبيديا الموسوعية أشارت عدد من التقارير الإعلامية أن قوات الدعم السريع، أساءت الي المهاجرين الذين يعبرون السودان في إتجاه أوروبا. وكما نشرت تقارير خاصة بمنظمة هيومن ووتش رايتس، أن قوات الدعم السريع، قامت بعدد من الإعتقالات الغير قانونية لأفراد مدنيين، ومن ضمنهم نشطاء سياسيون وحقوقيون. وتشير قناة سكاي نيوز العربية Sky News في تقرير لها الخميس بتاريخ 16/06/2023م، أن واشنطن ندّدت بشدّة بـأعمال العنف المروّعة في السودان المرتكبة من قوات الدعم السريع، قائلة إنّ التقارير عن إنتهاكات لحقوق الإنسان إرتكبتها قوّات الدعم السريع. وهذا غيض من فيض نماذج على سبيل المثال لعديد من التقارير والتحقيقات الدولية ذات المصداقية والموثوقية العالية والمحايدة.
وشواهد أدلة وتقارير وطنية داخلية – بحسب الشبكة العنكبوتية لقناة العربية وفقاً لموقع سودان تربيون بتاريخ 22/08/2023م، وإسبوتينك عربي Sputnikarabic – تفيد أن قوات الدعم السريع تتواجه بإتهامات جنائية وبتحقيق واسع حول إنتهاكات شملت 500 بلاغ جنائي لأشخاص مفقودين، وعشرين حالة إعتداء جنسي، وإتهامات تتعلق بإنتهاكات الإختفاء القسري والإعتداء الجنسي طالت النساء والفتيات. وأن قوات الدعم السريع المتمردة إرتكبت فظائع وجرائم وإنتهاكات ترقى لجرائم الحرب وصفاً لها، وإنتهكت قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الجنائي الدولي والقانون الجنائي الوطني.
ووفقاً لتقارير مراصد دولية وإقليمية معنية بقضايا السلم والأمن الدوليين وقضايا الشأن الأفريقي والعربي الأفريقي، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، أشارت في تقرير لها أن دولة الإمارات العربية المتحدة(عضو في جامعة الدول العربية إقليمياً وعضو في هيئة الأمم المتحدة)، تقدم دعمًا عسكريًا بتقديم أسلحة وذخائر لقوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني، وبحسب الصحيفة يسود الموقف قلق أميركي من الدعم الأماراتي لقوات الدعم السريع، وإصطدام أمريكي مع الأمارات العربية المتحدة، للجهود الأمريكية السعودية لإحتواء الصراع المسلح في السودان. وأوردت قناة الجزيرة في موقعها الإلكتروني بتاريخ 16/05/2023م عن تداعيات التطورات الجارية في السودان على دول الجوار وأمن البحر الأحمر، مشيرة عن تقارير تفيد بدعم مجموعة فاغنر الروسية لقوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش السوداني، وتداعيات إنتقال الحرب لدول الجوار مع السودان للتمدد والوجود الإثني والعرقي الممتد والمجاوز للحدود داخل دول غرب وجنوب وشرق وشمال السودان. وبحسب قناة الحدث الإخبارية بتاريخ 02/08/2023م تقرير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بتاريخ 26/07/2023م، يفيد التقرير توافر أسباب إحتمالية إنتقال النزاع للخارج مع دول الجوار مع السودان، الأمر الذي يهدد ويعصف الإستقرار الإقليمي برمته. وإتسام النزاع بطابع التدمير الكامل للبنية التحتية، والقتل وأعمال النهب، وإستمرار الفوضى، أسباب قد يؤدي إلى تخلي بعض المناطق(الولايات والأقاليم) عن فكرة الدولة السودانية الموحدة، وإختيار الحكم الفيديرالي أو الكونفيديرالي، لحماية نفسها(إقليم وولايات القطاع الشمالي النيلي والأوسط والشرق وكردفان). ووجه ذلك، أقليات المجموعات الإثنية والعرقية البدوية في دارفور، حملت السلاح لحماية نفسها من إعتداءات مليشيا الدعم السريع المتمردة، ولتخوف البعض من حرمان وصولها لمياه النيل أو غيرها من موارد المياه. ويشير التقرير أن أساس طبيعة النزاع الدائر في السودان، هو حرب حول الموارد الطبيعية الحيوية. ولذلك، تسعى عبر النزاع مجموعات مختلفة ومتعددة، لتوفير إمدادات منتظمة للمياه وإيجاد وسيلة لتجنب المجاعة، وطرح التقرير مخاطر النزاع الإقليمي على موردي المياه في نهر النيل والبحر الأحمر الحيويين. وأن فراغات أراضي من الجزء السفلي للصحراء في السودان، يخرج عن سيطرة الدولة، ولا تحكمها سلطة الدولة، إنما قد يحكمها مليشيات وأمراء حرب وجهات فاعلة غير حكومية(الإدارة الأهلية)، وهذا يشكل مهدد أمني للإستقرار في دولتي السودان ومصر جنوب الصحراء الكبرى(صحراء العتمور في ولايات إقليم الشمال وكردفان ودارفور، وفضاءات البطانه لولايات الإقليم الأوسط والشرق). وأن تنامي الصراع حول مياه النيل والبحر الأحمر، يشكل تهديد لدول شريط ساحل البحر الأحمر ودول حوض نهر النيل.
وتأسيساً على التقارير والدراسات الصادرة من مراصد متعددة ذات إعتبار، قوات الدعم السريع المتمردة بمسلكها وأفعالها الإجرامية، أصبحت مهدد أمني لمستقبل وجود الدولة السودانية، وفاعل إقليمي لأسنان دوليه تعمل في زعزعة الإستقرار في محيط دول الجوار للسودان(دول القرن الأفريقي ودول وسط وغرب أفريقيا). وإزاء راهن المشهد السياسي والوضع القانوني الجنائي لقوات الدعم السريع المتمردة ومسئوليات أفرادها وقياداتها ومستشارييها والمتعاونين معها بالإشتراك والمساهمة والتحربيض، أيهما الأولى بالمصلحة العليا للبلاد؟ إنكار الجيش السوداني الحالي بدعوى إختطاف القوات المسلحة في قيادتها ذات التوجه الإسلاموي؟ وإنكار قدسية الحرب الدائرة مع القوات المسلحة من قوات الدعم السريع المتمردة بأنها حرب عبثية؟
والتساؤلات المطروحة، لأن الفعل والعمل للموقف السياسي والفعل والعمل العسكري في الحروب، يجد مبررات وجوده من قواعد القانون والقضاء، تبعاً لمبادئ قانونية مستقره مستخلصة من مبدأ سيادة القانون ومن فكرة العدالة، وتدور حول مبدأ الضرورة، ومبدأ التناسب، ومبدأ المشروعية، وتفريعاتها المقررة في مذاهب القانون والقضاء، والأمر فيه تفصيل، ونتركه لموضعه في مقالة منفردة أخرى.
سليمان منصور