تهجير 5 آلاف فلسطيني يوميا من غزة.. الكنيست الإسرائيلي يناقش خطة ترامب
تتجه الأنظار إلى نقاش سياسي ساخن داخل الكنيست الإسرائيلي حول ما يُسمى بـ”الهجرة الطوعية” للفلسطينيين من قطاع غزة، وهي فكرة طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقوبلت بمعارضة ورفض عربي واسع قادته مصر عبر الدعوة لعقد قمة عربية طارئة لتقديم خطة إعادة إعمار غزة.
ولا يزال مقترح ترامب يحظى بنقاشات موسعة داخل حكومة الاحتلال والائتلاف الإسرائيلي، رغم أنه يكتنفه الكثير من الغموض، سواء من ناحية الجدوى العملية أو من حيث مدى استعداد الدول لاستيعاب هؤلاء المهاجرين.
ترحيل 5 آلاف شخص يوميًا
وفقًا لصحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، ناقش أعضاء الحكومة والائتلاف الإسرائيلي خطة الهجرة “الطوعية” من غزة خلال جلسة انعقدت في لوبي “أرض إسرائيل” داخل الكنيست، وصرّح وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش بأن الفكرة أصبحت “خطة عمل”، رغم عدم وجود أي استطلاع رسمي يحدد نسبة الراغبين في المغادرة بين سكان غزة، كما أنه لم يتضح بعد الدول التي يمكن أن توافق على استقبالهم.
وأكد سموتريتش، خلال الجلسة، أن الحكومة بصدد إنشاء إدارة للهجرة وتخصيص ميزانية لها، مشددًا على ضرورة التعامل مع الخطة بجدية تامة، وأوضح أن التنسيق جارٍ مع الإدارة الأمريكية لتحديد الدول المستقبِلة وإعداد البنية التحتية لتنفيذ المخطط، مشيرًا إلى أن تنفيذ المشروع على نطاق واسع قد يستغرق عامًا كاملًا في حال ترحيل 5000 شخص يوميًا.
جدل حول دوافع الخطة
في السياق ذاته، قالت وزيرة الاستيطان الإسرائيلية أوريت شتروك: “إن هذه الهجرة يجب أن تكون طوعية، وأن تحقيق أمن إسرائيل الكامل يتطلب تنفيذ هذا البرنامج”، وأضافت: “حتى في حال هزيمة حركة حماس عسكريًا، فإن بقاء أغلبية سكان غزة سيظل يشكل تهديدًا مستمرًا”.
من جانبه، طرح رئيس اللوبي، عضو الكنيست يولي إدلشتاين، تساؤلات حول إمكانية تطبيق الفكرة على أرض الواقع، مؤكدًا أهمية اتخاذ خطوات عملية لإنجاحها، كما أشار إلى أن القضايا التي بدت مستحيلة في الماضي باتت اليوم قابلة للنقاش ضمن مشروع سياسي أوسع.
رفض عربي واسع للتهجير
على جانب آخر أكد زعماء وقادة الدول العربية في القمة الطارئة التي انعقدت في العاصمة المصرية القاهرة، الثلاثاء الماضي، دعمهم للرؤية الفلسطينية، التي قدمها الرئيس محمود عباس، في مواجهة التحديات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.
وأكد البيان الختامي، رفض الدول العربية القاطع لأي شكل من أشكال تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه أو داخلها، وتحت أي مُسمى أو ظرف أو مبرر أو دعاوى، باعتبار ذلك انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية وتطهيرًا عرقيًا.
وحذّر من أن أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني أو محاولات لضم أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة، سيكون من شأنها إدخال المنطقة في مرحلة جديدة من الصراعات، وتقويض فرص الاستقرار، وتهديد واضح لأسس السلام في الشرق الأوسط.
واعتمدت القمة الطارئة الخطة المقدمة من مصر، بالتنسيق الكامل مع فلسطين والدول العربية، بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، باعتبارها خطة عربية جامعة، والعمل على تقديم أنواع الدعم المالي والمادي والسياسي كافة لتنفيذها، بالتوازي مع تدشين مسار سياسي وأفق للحل الدائم والعادل، بهدف تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة إلى إقامة دولته والعيش في سلام وأمان.