تنسيق الجهود لإسقاط الانقلابيين
منذ قيام الفريق البرهان ورهطه المناصر له بانقلابهم المشؤوم فى 25 اكتوبر ودائرة الرفض لما جرى تتسع يوما بعد يوم ، حتى تبلورت الرؤية بشكل واضح عند الكثيرين ، وقرروا الدخول فى تحالف كبير يهدف الى هزيمة الانقلابيين ، وارغامهم على التنحى ومغادرة المشهد واعادة السلطة كاملة إلى المدنيين ، ويعتبر هذا التوافق فى حد نفسه هزيمة للانقلاب ، ودعما قويا لقوى الثورة والشباب الذين ظلوا يتظاهرون رفضا للانقلاب واصرارا على عودة الحكم المدنى.
وعلى الرغم من العنف المفرط الذى ظلت السلطة تقابل به احتجاجات الشباب ، ومع ازدياد عدد الضحايا الذين يسقطون برصاص الحكومة ، الا ان الثوار ظلوا مصرين على سلميتهم ، عازمين على الوصول للهدف المنشود مهما علت التضحيات وارتفعت تكاليف استعادة الوطن حريته وكرامته ، لذا لم يابه الشباب الثائر باستمرار القتل ، وهم يعلمون ان الانتصار حليفهم حتما ، وان السقوط المدوى سيكون مصير الانقلابيين ، ولا شك فى ذلك قط.
ومن الخطوات المهمة التى تعزز الثورة وتقوى جبهتها ما تم الإعلان عنه من توافق بين كيانات ثورية على التنسيق في العمل وتوحيد الجهود لإسقاط الانقلاب.
وفى الاخبار ان اكثر من عشرين كيانا
نقابيا وحقوقيا وقعوا على إعلان سياسي لتنسيق العمل المشترك وتنويع أساليب المقاومة لإسقاط انقلاب أكتوبر.
ونص الإعلان على تنحي السلطة الانقلابية فوراً وتأسيس سلطة مدنية انتقالية كاملة وحل مؤسسات وهياكل الحكم التي أنشئت عقب 25 أكتوبر والتشديد على عودة الجيش للثكنات للاضطلاع بأدواره تحت السلطة التنفيذية لمجلس الوزراء ، وتضمن الإعلان محاسبة ومحاكمة المجرمين المتورطين في الانتهاكات التي طالت السودانيين
ومن بين الأجسام الموقعة على الإعلان التحالف الديمقراطي للمحامين ولجنة أطباء السودان المركزية وتجمع المهندسين السودانيين إضافة إلى اللجنة المركزية للمختبرات الطبية ولجنة صيادلة السودان المركزية.
هذا إلى جانب اللجنة التمهيدية لاستعادة نقابة الصحفيين السودانيين علاوة على نقابة جامعة أم درمان الإسلامية وتسييرية الاتحاد العام للمهندسين الزراعيين وتجمع الضباط الإداريين واللجنة المركزية لضباط الصحة بالسودان.
انها خطوة فى الطريق الصحيح وسوف تسهم حتما فى تضييق الخناق على الانقلابيين وصولا الى اسقاطهم الذى بات قريبا.
سليمان منصور