* والد الشهيد كشة لرئيس المفوضية: تقلدت هذا المنصب بسبب دم الشهداء فكيف تكرّم قاتلهم؟
* عضو تنسيقية مقاومة أمبدة : نحنُ في غنى عن مفوضية ترهن قوميتها لقائد قوات الدم السريع
* الناشط في مجال حقوق الإنسان : تكريم المفوضية لحميدتي نقطة سوداء فى تأريخها
* المستشار القانوني لأسر المفقودين: كيف تمنح جائزة السلام لحميدتي الذي ينتهك حقوق الإنسان وليس مدافعاً أو معززاً لها؟
أثار اختيار رئيس المفوضية القومية القومية لحقوق الإنسان د. رفعت ميرغني عباس، الأمين لنائب رئيس مجلس السيادة الانقلابي وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، شخصية العام 2022م في حقوق الإنسان، وتكريمه بوصفه أكثر شخصية تتفاعل مع مبادرات المفوضية ودوره الفاعل في مسألة عدم الإفلات من العقاب، موجة من الغضب والاستنكار وسط أسر الشهداء والمفقودين، ولجان المقاومة بشكل خاص، اعتبروا ذلك استفزازاً لدماء الشعب السوداني التي تنزف من جميع الأطراف عبر فوهات البنادق ولا تزال قضايا انتهاكاتهم لم يتم النظر فيها سواءً أكانت قضية الشهيد بهاء الدين نوري أو الشهيد ود عكر، بخلاف المجازر التي لم تجد حقها في التحقيق الشفاف، ولا تزال أسرهم تنتطر القصاص العادل عبر محاكمات قضائية، ولا تزال قضية المفقودين معلقة حتى الآن وجثثهم تقبع في المشارح تنهشها الجرذان، وأصبح محور جدل في الشارع السوداني في المركبات العامة ومنصات التواصل الاجتماعي، وحول ذلك استطلعت (الجريدة) عدداً من قيادات لجان المقاومة وأسر الشهداء والمصابين والمفقودين، إضافة إلى عدد من الناشطين في مجال حقوق الإنسان وخرجت بالحصيلة التالية..
استطلاع: فدوى خزرجي
كيف تكرِّم قاتلهم؟
“أنت تقلَّدت هذا المنصب بدم الشهداء فكيف تكرِّم قاتلهم وربنا سيسألك عند الموقف العظيم” بهذه العبارة ابتدر والد الشهيد كشة، كشة عبد السلام كشة حديثه لـ(الجريدة) حول التعليق على اختيار المفوضية القومية لحقوق الإنسان شخصية العام 2022م حميدتي في حقوق الإنسان، واعتبر هذا التكريم قرار مجافٍ للواقع والحقيقية واستفزاز واضح للشهداء وأسرهم، وبرر ذلك لجهة أنه مازال متهم عند أسر الشهداء بأنه من قام بارتكاب مجزرة القرن فض اعتصام القيادة العامة للعام 2019م.
وقال : أنا شاهد عيان بأن قوات الجنجويد قامت بمحاصرة منطقة الاعتصام من مسافات بعيدة جداً وكانت تمنع المواطنين من الوصول لداخله، حميدتي والمكوِّن العسكري الانقلابي هم من قاموا بمجزرة فض الاعتصام، وحمل مسؤولية ارتقاء روح (123) شهيداً وشهيدة، لحميدتي والبرهان منذ انقلاب الخامس والعشرين مسؤولية تامة عنها، وأضاف: هذه دولة المليشيات واللا قانون ومن الطبيعي يكون هناك أشخاص في الخدمة يتبوأون مناصب لتلميع المتهمين والمطلوبين للعدالة الدولية، وأردف: سنسعى وبكل ما نملك لتدويل القضية لأخذ القصاص للشهداء من حميدتي وعصابة اللجنة الأمنية الانقلابية، ويجب على رئيس المفوضية أن يخجل على نفسه وقانونه كيف يقوم باختيار رجل كشخصية سلام وهو متهم في تنفيذ مجزرة القرن ما أدى لارتقاء روح ألف و800 شهيد وشهيد، إضافة إلى ارتقاء روح 123 شهيداً بعد تنفيذهم الانقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي؟.
تكريم مخجل
هاجم عضو لجان مقاومة تنسيقية أمبدة محمد، رئيس المفوضية د. رفعت، ووصفه بالتكريم المخجل وقال: يجب عليك أن تعلم بأن الشخص الذي قمت بتكريمه قواته شاركت في تنفيذ مجزرة فض اعتصام القيادة العامة في العام 2019م، وأضاف: من الواضح حميدتي تناسى ما فعلته قواته من ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وإبادات جماعية في دارفور سواءً أكان في معسكر كلمة أو جبل مون أو في الجنينة، إضافة إلى ما قام به شقيقه نائب رئيس قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو من احتجاز جزافي لمواطني ولايتي غرب وشمال دارفور. وأردف: فإننا في غنى عن هكذا مفوضية ترهن قوميتها لقائد قوات الدم السريع.
ووجه برسالة إلى للمجتمع الدولي بأنه يلاحظ بأن المفوضية في السودان أصبحت لا تقوم بدورها المنوط بها في حفظ وحماية حقوق الإنسان ومراقبة مؤسسات الدولة، بل أصبحت غير مستقلة، عبارة عن مكتب تنفيذي يتبع لقائد قوات الدعم السريع، وليعلم أن السودان به مفوضية قومية لحقوق الإنسان ومفوضية سامية وإلى الآن تحت الحكم العسكري ولا تزال الانتهاكات تقع على كل مواطن رافض للانقلاب.
أصابع اتهام
قال عضو لجان مقاومة ولاية نهر النيل ياسر ضرار: المفوضية القومية لحقوق الإنسان منذ أن نظمت ورشة تدريبية لحقوق الإنسان بالتعاون مع المنظمة العربية لحقوق الإنسان ووحدة حقوق الإنسان وحماية الطفل بقوات الدعم السريع في 13 فبراير 2022 م بفندق السلام “روتانا” أصبحت غير مستقلة في أداء عملها المنوط بها ومراقبة الأداء الحكومي ومؤسسات الدولة، ووجه له أصابع الاتهام بأنها غير مستقلة ومنحازة للسلطة الانقلابية، فضلاً عن أنها تعمل على تلميع صورة الدعم السريع للمجتمع الدولي، ودلل على ذلك بأن رفعت يتعمد عدم رصد الانتهاكات التي تمارسها قوات السلطات الانقلابية على الثوار المناهضين لانقلابهم، إضافة إلى أنها تدفع بتقاريرها للجهات الحكومية، وأضاف : وذلك يعتبر مخالفا للقوانين لجهة أنها تدفع بتقاريرها لذات الجهات التي ترتكب الجرائم. ووجه بثلاثة أسئلة لرئيس المفوضية، ماذا فعلت خلال جلوسك على مقعد المفوض؟ هل أصدرت بيان إدانة عندما أصدر البرهان قرار منح الحصانة للقوات النظامية وأعاد صلاحيات جهاز الأمن؟ ولمن تتبع المفوضية؟
تكريم يتعارض مع مبادئ المفوضية
وحول دور المفوضية القومية المنوط بها وفق القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يختص بحماية وتعزيز حقوق الإنسان والتعريف بها ونشرها، ورقابة أداء الدولة، أكد الناشط في مجال منظمات المجتمع المدنى و مجال حقوق الإنسان د. سلام حسن عبدالله توتو بأن اختيار المفوضية القومية لحقوق الإنسان لنائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، وتكريمه يتعارض مع مبادئ وأهداف المفوضية ويتنافى مع المبادئ الأساسية التي من اختصاصها أن تكون محايدة ومستقلة، بجانب أنه عليها أن تؤدي واجبها في مراقبة حقوق الإنسان بعيداً عن التقاطعات السياسية والتنفيذية، وقال: إن تكريم حميدتي من قبل المفوضية وفي الوقت الذي تحتل فيه قواته مدينة كاملة فى ولاية غرب كردفان مدينة لقاوة وتشريد أهلها منذ ١٣ أكتوبر، حتى الآن ستصبح نقطة سوداء في حق المفوضية التي من المفترض أن تؤدي واجبها في مراقبة وضع حقوق الإنسان وليس التماهي مع منتهكي حقوق الإنسان، ووجه بسؤال كيف ترعى المفوضية موضوع حقوق الإنسان وهي في ذات الوقت تتعامل مع الدعم السريع وقائدها الذي لديه سجل حافل من انتهاكات حقوق الإنسان في مناطق كثيرة من السودان؟
تملُّق لقوات الدعم السريع
وأوضح المستشار القانوني لأسر المفقودين المحامي عثمان البصري، هذه الجائزة تمنح في مجالات حقوق الإنسان كل خمسة أعوام، للذين يعملون على تعزيز حقوق الإنسان والداعمين لها، واعتبر ما قامت به المفوضية بعيد عن معايير حقوق الإنسان وليس له علاقة بالأعمال التي من أجلها تمنح الجائزة، ووصفها بالتملق لقوات الدعم السريع، وأضاف: التصرف يطرح سؤالاً لماذا تم منح تلك الجائزة لحميدتي الذي ينتهك حقوق الإنسان وليس مدافعاً أو معززاً لها؟
وأشار إلى أن حميدتي أكبر من منتهك لحقوق الإنسان في دارفور، إضافة إلى مشاركته في تنفيذ مجزرة فض اعتصام القيادة العامة، فضلاً عن تعذيب الشهيد بهاء بدر الدين نوري من قبل وحدة تتبع لقوات مليشيات الدعم السريع.
ملاحقة (الجريدة)
وقد لاحقت (الجريدة) المفوضية مراراً وتكراراً عن مدى صحة تمويل قوات الدعم السريع لأنشطتها وفعالياتها، بجانب أنه هناك اتهامات بأنها تقوم بتلميع صورة حميدتي للمجتمع الدولي، إلا أن رئيس المفوضية كان ينفي ذلك، وجددت (الجريدة) ملاحقتها وأجرت اتصالاً هاتفياً برئيس المفوضية القومية لحقوق الإنسان د. رفعت ميرغني، للرد على الاتهامات كافة التي وجهت لها إلا أنه تعهد بالرد عبر الواتساب ولم يتم الرد.
المصدر: الراكوبة