اعتبر “مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية” التابع للأمم المتحدة أنه ومنذ اندلاع القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023 في العاصمة الخرطوم، فر أكثر من 7.3 مليون شخص من منازلهم، ولجأوا إلى داخل البلاد وخارجها، ويمثل الأطفال حوالي نصف النازحين. وذكر تقرير “المستجدات الإنسانية في السودان” الصادر في 4 يناير 2024 أن السودان الآن هو البلد الذي يضم أكبر عدد من النازحين وأكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم. وكشف التقرير عن ارتفاع إجمالي عدد النازحين داخل السودان بما يقدر بنحو 500,000 شخص في شهر واحد، ويرجع ذلك أساسًا إلى النازحين الجدد من ود مدني والمناطق المحيطة بها في ولاية الجزيرة والذين بحثوا عن الأمان والمأوى في ولايات أخرى منذ 15 ديسمبر 2023.
النازحين فروا من 12 ولاية وأكثر من نصفهم من ولاية الخرطوم
واستند مكتب الشؤون الإنسانية” في نشر هذه الأرقام إلى مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة (IOM DTM) لمحة سريعة عن النزوح الأسبوعي في السودان (15)، ليؤكد نزوح أكثر من 5.9 مليون شخص منذ بداية الحرب وأن هؤلاء النازحون داخلياً يتوزعون ما بين 6,213 موقعاً في جميع ولايات السودان الثماني عشرة. وتوجد أعلى نسب للنازحين في جنوب دارفور (13%) وشرق دارفور (11%) ونهر النيل (11%) والجزيرة (8%) وشمال دارفور (8%). أفادت الفرق الميدانية لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة أن النازحين قد نزحوا في الأصل من 12 ولاية. وقد نزحت الأغلبية – 3.6 مليون شخص أو 61% من المجموع – من ولاية الخرطوم، تليها جنوب دارفور (16%)، وشمال دارفور (8%)، والجزيرة (5%) ووسط دارفور (4%) وغرب دارفور (3%) والولايات الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، عبر حوالي 1.4 مليون شخص إلى البلدان المجاورة منذ 15 أبريل 2023 وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
نزوح واسع بعد هجمات الدعم السريع في ولاية الجزيرة
وتطرق تقرير “المستجدات الإنسانية في السودان” لهجوم قوات الدعم السريع على قرية مدينة العرب بمحلية جنوب الجزيرة بولاية الجزيرة في 27 ديسمبر 2023، كما تطرق للمعلومات عن اشتباكات في السوق المحلي والطريق القومي بين محليتي جنوب الجزيرة ومدني الكبرى. حيث أفادت الفرق الميدانية لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة أن الهجمات أدت إلى نزوح المدنيين على نطاق واسع ومقتل أربعة أشخاص، فيما لم يتم بعد تأكيد التقديرات بشأن عدد النازحين جراء هذه الاشتباكات.
مواجهات قبلية في كردفان
وأشار التقرير إلى نزوح حوالي 420 شخصًا في 29 ديسمبر 2023 في ولاية شمال كردفان بعد اندلاع اشتباكات مجتمعية بين رجاول قبائل النوبة والأسرة والشنابلة في قرية أرش اليووي بمحلية أم روابة بولاية شمال كردفان. ولا يزال سبب العنف مجهولا، لكن الفرق الميدانية لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة أفادت بأن النازحين بحثوا عن الأمان والمأوى في بلدة أم روابة حيث لا يزال الوضع على الأرض متوترا ولا يمكن التنبؤ به. كما وتجددت الاشتباكات القبلية بين رجال قبائل النوبة وعرب البقارة بقرية الحجيرات بمحلية الرهد بولاية شمال كردفان في 30 ديسمبر 2023 بعد نزاع على الماشية. وأفادت الفرق الميدانية لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة أن حوالي 315 شخصًا قد نزحوا من قرية الحجيرات إلى قرى السدرة وكرشوم والضماير بمحلية الرهد.
تجدد الاشتباكات المسلحة في جنوب دارفور
وكشف “مكتب الشؤون الإنسانية” عن تجدد الاشتباكات المسلحة في ولاية جنوب دارفور في 29 ديسمبر 2023، بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور. ووردت أنباء عن اشتباكات في حي السلام وأسواق دميا والمواشي وعلى جسر دميا. وأسفرت أعمال العنف عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 13 آخرين. وأفادت الفرق الميدانية لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة أن حوالي 350 شخصًا قد نزحوا إلى مخيمي السلام وعطاش للنازحين بالقرب من نيالا.
ارتفاع أسعار الحبوب في الأسواق الرئيسية
ونوه تقرير “المستجدات الإنسانية في السودان إلى أن أسعار الحبوب في الأسواق الرئيسية في السودان اتبعت نمطًا مختلطًا في نوفمبر 2023 مقارنة بمستوياتها قبل عام واحد، مع انخفاضات في بعض الأسواق وزيادات في أسواق أخرى، وفقًا لنشرة أسعار الأغذية لشبكة نظم الإنذار المبكر بالمجاعة لشهر ديسمبر 2023 في السودان. وفي نوفمبر 2023، كانت أسعار الذرة الرفيعة في أسواق الدمازين ونيالا أقل بنحو 60% و40% على التوالي عن مستويات العام السابق. وفي الأبيض وأم درمان، كانت أعلى بنحو 40% و60% على التوالي مقارنة بمستويات نوفمبر 2022.
وشهدت أسعار القمح زيادة في جميع الأسواق، حيث سجلت أعلى زيادة على أساس سنوي في أم درمان (زيادة تفوق 140%) والفاشر (زيادة تفوق 70%). وكانت أسعار شهر نوفمبر للدخن في الفاشر أعلى بشكل طفيف من مستوياتها قبل عام، وأقل قليلاً في نيالا، وفقاً لشبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة. وأشار تقرير مكتب الشؤون الإنسانية إلى أن الذرة الرفيعة والدخن والقمح تعتبر من أهم السلع الغذائية في شمال السودان، كما وأن الذرة الرفيعة هي الغذاء الأساسي لمعظم الأسر الفقيرة في وسط وشرق السودان. ويعد الدخن الغذاء الرئيسي لمعظم الأسر في دارفور وبعض أجزاء مناطق كردفان في غرب السودان، وغالبا ما يستخدم القمح كبديل في جميع أنحاء شمال السودان، ولكنه غذاء أساسي للولايات الشمالية.
المصدر: دبنقا