أكد الأستاذ محمد الفكي سليمان، الناطق الرسمي باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية وعضو مجلس السيادة السابق، استمرار الجهود لتنظيم اللقاء بين (تقدم) والقائد العام للجيش وتواصل الاتصالات مع حزب البعث الأصل وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو من أجل توحيد القوى المدنية. وأشار في حديث لراديو دبنقا إلى أن كل هذه المجهودات تسير بالتوازي مع بعضها البعض، بعد أن قامت (تقدم) بمخاطبة كل هذه الأطراف.
ونوه الناطق الرسمي باسم (تقدم) إلى أنهم تلقوا ردا من القائد العام للجيش ونحن في انتظار تحديد الزمان والمكان. وأضاف “نحن مستعدون لهذا اللقاء ونعتقد أنه لقاء حيوي لمستقبل عملية السلام بالنظر إلى أن القوات المسلحة هي طرف رئيسي في هذه الحرب التي تدور في بلادنا. لقد سبق والتقينا بقائد قوات الدعم السريع ومن المهم جدا أن نلتقي بقائد الجيش لأننا نعتقد أننا كقوى مدنية ديمقراطية مؤهلين للعب دور حاسم في عملية السلام في السودان.”
ومضى قائلا “وكما يتابع الجميع، تسعى فلول النظام السابق من الاخوان المسلمين لوضع العراقيل لمنع تنظيم هذا اللقاء. نحن مهتمون جدا بحدوث هذا اللقاء مع قائد الجيش ومصرين عليه ونعتقد أننا مؤهلون على المستوى السياسي والأخلاقي للعب هذا الدور الهام لإيقاف الحرب ومعركتنا مع فلول النظام السابق ستكون مستمرة ولن تتوقف وهي تضع الكثير من المتاريس في طريق الجهود السلمية.
بالنسبة للقاءات مع عبد الواحد نور وعبد العزيز الحلو وحزب البعث، أوضح الفكي أن هذه الأطراف أبدت ترحيبها باللقاء وان تقدم في انتظار تحديد الزمان
بالنظر للصعوبات اللوجستية الكبيرة في الحركة وتنظيم المقابلات “لكننا بصدد جدولة هذه المقابلات لا سيما وأن الأطراف الثلاث قد عبرت عن ترحيبها بالعمل المشترك ونحن نشكرهم على روح المسؤولية والرفاقية التي تحلوا بها في هذه الظرف المفصلي من عمر البلاد “
منفتحون على رؤى ومتطلبات القوى الأخرى
وحول المتطلبات والشروط التي وضعتها حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد النور والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو وحزب البعث الأصل، اعتبر محمد الفكي سليمان أنه بالضرورة أن تكون لهذه القوى شروط ومتطلبات ولديهم رؤيتهم التي نراها عادلة جدا سيما وأن الموافقة على اللقاء والروح الرفاقية أيضا التي يمكن تلمسها في هذه الخطابات. هذه القوى لديها متطلبات ولديها رؤية ولديها كذلك أوضاع داخلية في أحزابهم ومنظماتهم ويريدون إيصال هذه الرؤى إلى تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية. نحن منفتحون على كل هذه الرؤى وكل هذه المتطلبات ونحن أيضا من جانبنا مصرين على أن نمضي معا في ذات الطريق ونحن واعون إلى أن الأوضاع في السودان معقدة جدا ولا تستطيع مجموعة واحدة أن تقود هذا الوطن إلى بر الأمان. وفي ظل هذه الأوضاع. هناك الكثير من الأسئلة التي تنتظرنا والأهم من كل هذا علينا قبل الخوض في التفاصيل أن نضع نصب أعيننا هدف وقف الحرب. كل الطيف السياسي السوداني يقف مع وضع حد للحرب وجميع السودانيين بما فيهم غير المسيسين مع إيقاف الحرب. هذا هو هدفنا الأساسي وربما يكون هناك تباين في وجهات النظر وفي التفاصيل بعد انتهاء الحرب لكن الجميع متفقون على هذا الهدف الرئيسي ما عدا تنظيم الاخوان المسلمين وجميع التفاصيل قابلة للنقاش ويمكن ان نتوصل إلى تفاهمات حولها وهذا يتطلب من الجميع مزيد من الانفتاح وتقديم التنازلات في كافة التفاصيل.
نراهن على الحلول السلمية
وأكد الأستاذ محمد الفكي سليمان أنهم لم يتلقوا حتى الآن معلومات رسمية بشأن استئناف منبر جدة، لكن في كل الأحوال نحن ومنذ البداية راهنا على الحلول السلمية عبر منبر جدة أو مبادرة الإيقاد أو أي عملية سياسية تقود إلى الحل السلمي الشامل. كل هذه المنابر هي من أدوات العمل التي يفترض أن نساندها وأن ننفتح عليها وفي كل الأوقات حتى ولو كانت أطراف النزاع تتنصل من العمل السياسي لأن هذه اللقاءات مهمة جدا لتوضيح وجهات النظر وشرح مواقف هذه الأطراف للمجتمع الإقليمي والدولي. وبالتالي من المفترض ألا نرفض هذه الأدوات ويجب أن لا ننساق وراء الخطاب الذي يقول أن الأطراف غير جادة لأنها حتى ولو لم تكن جادة للانخراط في هذه المنابر، فيجب أن يقادوا لهذه المنابر لأن العملية السياسية إذا رفضت المنبر السياسي للحل السلمي فالبديل هو الحرب. إذن نحن نرحب إذا كانت هناك جولة جديدة في جدة ونرحب بأي لقاء يعقد بواسطة الإيقاد لأن هذه هي أدوات العمل السياسي المطلوبة ويجب أن نركز عليها وأن يتم الطرق عليها باستمرار لأنها تظل الوسيلة العملية الوحيدة لحسم القضية على المستوى السياسي بأدوات العمل السياسي.
المصدر: دبنقا