“تقدم” في مأزق: بين إدانة “الدعم السريع” و”حماية” الجيش
يشهد تحالف “تقدم” انقسامًا حادًا حول كيفية التعاطي مع جرائم “قوات الدعم السريع”. يرى البعض أنه لا يمكن إدانة “الدعم السريع” دون إدانة الجيش أيضًا، مما أثار انتقادات شديدة من داخل “تقدم” نفسها.
دعوات لحياد إعلامي:
في مارس الماضي، طالب حزب الأمة، أحد مكونات “تقدم”، بتحقيق “الحياد التام” ووقف “الانحياز الإعلامي” لصالح أي طرف في الحرب. يبرز هذا المطلب أهمية اتباع نهج إعلامي نزيه وموضوعي لتجنب تأجيج الصراع وتعميق الانقسامات.
انتقادات واسعة بعد اجتياح الجزيرة
ازدادت حدة الانتقادات ضد “قوات الدعم السريع” بعد اجتياحها لإقليم الجزيرة وما تبعه من انتهاكات واسعة. تُظهر هذه الانتقادات حجم الغضب الشعبي تجاه ممارسات “قوات الدعم السريع” وتأثيرها السلبي على استقرار البلاد.
استمرار الانقسام رغم تعديلات الخطاب
ورغم التعديلات التي طرأت على خطاب قيادات “تقدم”، لا يزال بعض أنصار التنسيقية يهاجمون الجيش، مما يعكس استمرار التوتر السياسي والانقسام. يُظهر هذا التناقض تعقيد المشهد السياسي السوداني وصعوبة الوصول إلى توافق حول قضايا جوهرية مثل محاسبة مرتكبي الجرائم وتحقيق العدالة.
رفض ربط انتهاكات “الدعم السريع” بالجيش
يُلاحظ أن “تقدم” لا تدين انتهاكات “الدعم السريع” بشكل مباشر، بل تربطها دائماً بانتهاكات الجيش، وهو ما يرفضه الكثيرون. ففي حين قد تكون انتهاكات الجيش فردية، فإن انتهاكات “الدعم السريع” منهجية ومعروفة للعالم.
تشويه سمعة الجيش:
تركز الحملات الإعلامية على استخدام الجيش للطيران، متجاهلةً القصف المتعمد للأحياء المدنية الآمنة من قبل “قوات الدعم السريع”. كما هاجم المحسوبون على “تقدم” و”قحت” عمليات الطيران بشكل متزايد، دون الإشارة بشكل كافٍ إلى جرائم “قوات الدعم السريع”. يُظهر هذا التوجه محاولة تشويه سمعة الجيش لصرف الأنظار عن جرائم “قوات الدعم السريع”.
الجيش قد أدان جرائم بعض عناصره ووعد بالتحقيق والمحاسبة. لكن من يهاجمون الجيش يحاولون استخدام هذه الحوادث لتشويه سمعته، دون النظر إلى السياق الواسع للحرب.
إن الحرب في السودان ستنتهي في نهاية المطاف، لكن الاستقطاب السياسي الحالي والتصعيد سيكونان مكلفين للغاية. ويحثّ الجميع على وضع مصالح الوطن فوق مصالحهم السياسية الضيقة.
أحمد هيثم