قال المتحدث باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” بكري الجاك، إن عدم تجديد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” في خطابه أمس، التزامه بالحل السلمي المتفاوض عليه يشير إلى أن أمد الحرب سيطول وأن معاناة المدنيين ستزداد بتغير طبيعة الحرب إلى حرب أهلية شاملة أساسها العرق والإثنية.
وأشار الجاك في تصريح لـ”الراكوبة” إلى أن حديث حميدتي عن اجتماع منزل السفير السعودي كان قبل الاتفاق الإطاري، بل كان بداية لنقاش حول حلول سياسية لأزمة الانقلاب، وأنه يؤكد بذلك ما ظلت تقوله قوى الحرية والتغيير، أن القوات المسلحة هي من بادرت بالقبول بالتصورات العريضة التي أتت بالاتفاق الإطاري لاحقًا.
وأضاف أن غرض القوات المسلحة آنذاك كان تصوير حميدتي على أنه ضد الحل السياسي، واعتبره الفخ الذي وقع فيه حميدتي تحديدًا في ذلك الاجتماع الذي ذكر في الخطاب. لكنه عاد ليقول إن حميدتي لاحقًا دعم الإطاري وأصبح داعمًا له بلا تردد، وقدم خطابًا اعتذر فيه عن الانقلاب وتراجعت القوات المسلحة عن الإطاري.
وقال إنه حين يُقال إن الإطاري سبب الحرب، يمكن أن يُفهم وكأنما الإطاري هو من يخطط ويطلق الرصاص ويحتل المواقع. واعتبر أن أسباب الحرب تكمن في ظاهرة تعدد الجيوش وتعدد مراكز القيادة من بين عوامل أخرى، وهذا ما سعت القوى السياسية لمعالجته في جزئية توحيد الجيوش التي وردت في إصلاح المنظومة الأمنية والعسكرية ضمن الاتفاق الإطاري.
ولفت إلى أن هناك من أعطى أوامر بإطلاق النار ومن يصر على استمرار الحرب، واستبعد أن يكون الإطاري هو من يعطي التعليمات لإطلاق الرصاص. وقال إن من يدعم استمرار الحرب هو من له مصلحة في استمرارها وهو من يعول على نتائجها، وبالطبع هذا ليس الإطاري، على حد قوله.
جدد الجاك دعوتهم لقوات الدعم السريع والقوات المسلحة بتجنيب خطر التفكك وتوسيع دائرة الحرب وتنفيذ مخططات خارجية لا مصلحة للشعب السوداني بها. وأكد أن السبيل إلى ذلك هو الجلوس إلى طاولة التفاوض دون شروط ودون انتظار وساطة من الخارج، وطالبهم بالابتعاد عن التصورات النرجسية بأن هناك حلًا عسكريًا لأن هناك طرفًا حقق تقدمًا ميدانيًا. موضحًا أن الإصرار على الحل العسكري لا محالة سيطيل أمد الحرب وسيزيد من النزوح واللجوء والتشرد والموت والمعاناة وتدمير ما تبقى من البنية التحتية.
المصدر: الراكوبة