قالت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، المعروفة اختصارًا بـ”تقدم”، إن ذكرى 6 أبريل أتت هذا العام والبلاد تمر “بأحد أقسى كوارثها الوطنية تمثلت في حرب طاحنة قتلت الآلاف ومزقت النسيج الاجتماعي ودمرت البنى التحتية والمقدرات الأمنية والعسكرية”.
تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية: لن ننكس رايات الثورة، ولن نستسلم لقوى الحرب والشمولية، بل سنواصل المسير حتى نهزم مشاريعهم الظلامية
وووصفت التنسيقية التي يرأسها رئيس الوزراء المستقيل عبدالله حمدوك، الحرب القائمة في السودان منذ نيسان/أبريل 2023، بأنها في جوهرها “ضد كل ما جاءت به ثورة ديسمبر المجيدة”، وقالت إنها “حرب الانقضاض على الثورة وقطع الطريق أمام الانتقال الديمقراطي”، مطالبة بمواجهتها بالتمسك بقيم الثورة وغاياتها.
وترفع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية شعار “لا للحرب”، قائلة إنها تقف موقف الحياد الساعي لإسكات صوت البندقية في البلاد. ولكن أطراف سودانية وقادة في القوات المسلحة يتهمونها بالانحياز لقوات الدعم السريع التي ترتكب انتهاكات خطيرة بحق المدنيين في مناطق سيطرتها.
وفي بيان بمناسبة ذكرى مليونية السادس من نيسان/أبريل 2019، والتي نجحت في إقامة إعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة، قالت التنسيقية إن “6 أبريل” يوم “سطر فيه الشعب السوداني ملحمتين خالدتين، أسقطتا نظامين شموليين”، في إشارة لإسقاط الرئيس الأسبق جعفر النميري في نفس التاريخ من العام 1985، بعد أكثر من أسبوع من الإضرابات المدنية الناجمة عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية وعدم الرضا المتزايد عن حكومة الرئيس نميري – وكذلك إسقاط نظام الرئيس المعزول عمر البشير، في نيسان/أبريل 2019.
وترحمت التنسيقية على شهداء الثورات السودانية، وأكدت: “لن ننكس رايات الثورة، ولن نستسلم لقوى الحرب والشمولية، بل سنواصل المسير حتى نهزم مشاريعهم الظلامية، ونعيد بناء الدولة السودانية على أساس أهدافٍ وغاياتٍ ناضل من أجلها شعبنا ولن يتنازل عن بلوغها مهما واجهته من صعاب”.
وتتكون تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية من تحالف أساسه قوى الحرية والتغيير التي قادت التفاوض مع المكون العسكري في البلاد في العام 2019 عقب فض اعتصام القيادة العامة في الخرطوم واعتصامات الولايات في حزيران/يونيو من نفس العام. كما شاركت في الحكومة الانتقالية بوصفها المكون المدني في الشراكة التي حكمت البلاد حتى انقلاب الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر 2021.
الجدير بالذكر أن التنسيقية كانت قد قادت مجموعة من الاجتماعات التنظيمية في العاصمة الإثيوبية الأيام الماضية، ووجهت في بيانها الختامي، مساء الخميس الماضي، عقب الاجتماعات التي استمرت ليومين، نداء استغاثة لطرفي الحرب بالتنسيق مع القوى الإقليمية والدولية، لتشكيل مركز مراقبة من قوة مشتركة من دول الإقليم. وذلك للمشاركة فى خلق آلية لمراقبة وقف العدائيات ووقف إطلاق النار وفتح المسارات الآمنة وضمان انسياب المساعدات الإنسانية للمدنيين.
وذكر البيان الختامي أن “تقدم” ستعمل على دفع أطراف الحرب إلى وقف كامل للعدائيات لأسباب إنسانية، حتى تتمكن المنظمات المحلية والدولية من تقديم الإغاثة للمحتاجين في السودان.
المصدر: الترا سودان