أخبار السودان :
تعنت أمريكا يهدد الاقتصاد العالمي
يوما بعد آخر يتبين للجميع مدي العناد الأمريكي البريطاني وعدم إقرار الغرب بان تدخلاته في البحر الأحمر ومحاولات فرض حماية إسرائيل بالقوة لن تؤدي الا لمزيد من التوتر والاضطراب وتزايد الخسائر على اسرائيل في المقام الأول وعلى الغرب والتجارة العالمية بشكل عام إذ يؤدي الاصرار الأمريكي البريطاني على مواصلة العدوان على اليمن لحمله على التراجع عن موقفه للمزيد من الصعوبات على الجميع.
اليمنيون ظلوا يعلنون ان الملاحة متاحة للجميع باستثناء العدو او السفن المتجهة اليه، وبعد تورط واشنطون ولندن في العدوان أصبحت قطعهم البحرية مدنية او عسكرية أهدافاً مشروعة لليمنيين ، وبالفعل حدثت خسائر كبري للمعتدين.
وكانت العديد من الجهات المختصة قد نشرت تقارير عن تأثير مايجري في البحر الأحمر على الملاحة والخسائر التي لحقت بالجميع جراء العناد الأمريكي
فقد حولت 55 سفينة مسارها من قناة السويس إلى طريق رأس الرجاء الصالح تجنبا للتهديدات في البحر الأحمر ، وهذه نسبة ضئيلة مقارنة بعبور 2128 سفينة في الفترة نفسها منذ 19 نوفمبر الماضي بحسب تصريح للفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة العامة لقناة السويس.
ثمانمائة أربعة وخمسون مليون وسبعمائة الف دولار هي إيرادات القناة في نوفمبر وهي الأعلى شهريا في تاريخ القناة. ودفعت التوترات أربعة شركات ملاحية كبرى إلى تعليق مرور سفنها بالبحر الأحمر ، وجاء هذا الحديث في سبتمبر اى قبل أكثر من شهرين من الان ، ومن المؤكد ان الأوضاع الان أصعب ، وتزامن ذلك مع اعلان قناة بنما زيادة عدد السفن المسموح لها العبور منذ يناير والتي كان طول طابور الانتظار أمامها يعزز حركة الملاحة في قناة السويس ، وتستغرق الرحلة عبر قناة السويس مع بين تسعة إلى أربعة عشر يوما وتزيد المدة عند التحول إلى راس الرجاء الصالح مابين سبعة الى عشرة أيام لذلك تبقي قناة السويس اقصر واسرع ممر ملاحي يربط مابين اسيا وأوروبا.
ومع استمرار التعنت الأمريكي البريطاني وارتفاع التهديدات في البحر الأحمر تتفاقم خسائر شركات الشحن البحري ، وذكرت وكالة بيلومبيرغ ان ثلاثة عشر سفينة تعرضت للهجوم منذ نوفمبر الماضي وانخفض عدد السفن الكبيرة التي دخلت خليج عدن حتى السابع عشر من ديسمبر نحو 70٪ من المتوسط اليومي للنصف الأول من يناير ، ووصلت تكلفة التأمين على الشحن إلى نسبة 05.٪ من قيمة السفينة وهي أكثر بعشرة أضعاف من التكلفة قبل التعنت الأمريكي ، فهل يكمن الحل في البحث عن طرق بديلة لتفادي التهديدات ؟
ان توجه السفن للابحار حول أفريقيا يزيد المسافة بنحو 3200 ميل مقارنة بالعبور بقناة السويس مما يضيف مليون دولار الى تكلفة الوقود ويؤخر وصول البضائع إلى وجهاتها ويهدد بارتفاع اسعار السلع عالميا ويعيد إلى الاذهان مخاطر زيادة الضغوط التضخمية التي عاني الاقتصاد العالمي منها لسنوات.
سليمان منصور