أخبار السودان :
تعلق الآمال بمفاوضات جدة
من فرط تعبهم وعدم ثقتهم في الطرفين ، مضت مجاميع ممن كانوا يعولون على الحسم العسكري للمعركة لانهاء الاحتراب ووضع حد لمعاناة طالت واستطالت وقضت على الاخضر واليابس وأهلكت الحرث والنسل وصولا الى اعتقال الناس وتعذيبهم وقتلهم.، هؤلاء الناس انضموا الى اخرين نادوا منذ البداية بضرورة ايقاف الحرب و اللجوء للتفاوض كسبيل لحل الازمة الحالية وعموم ازمات الناس.
وبعد ان بلغ الدمار والخراب حدا غير مسبوق ، وبعد ان وصل الناس الى
درجة لم يعد بامكانهم ان يتحملوا اى استمرار لهذه الحرب اللعينة ، فانهم يتساءلون مشفقين وجلين هل تنجح المفاوضات هذه المرة كما يتمنون؟ ام تكون هذه الجولة كسابقاتها في منبر جده الذي ينتظر منه كثيرون هذه المرة نتائج حقيقية ، وليس كما في المرات السابقة.
وفي البداية شكك البعض في انعقاد جولة التفاوض ، على الاقل في موعدها المحدد هذا ، خاصة مع كثرة الإشاعات والأخبار الغير دقيقة ، والتي أصبحت السمة المميزة لهذه الفترة بكل اسف ، لكن تصريحات السفير السعودي اعطت الخبر مصداقية اكبر ، خاصة وأنها تكشف عن جدية يؤمل كثير من المواطنين ان تدفع نحو انجاح جولة التفاوض ، تمهيدا لاتفاق يضع حدا لهذا الاقتتال المدمر.
ومن المرجح تركيز التفاوض علي ما اتفق عليه سابقا ، سيما ان اهم نقاط الإختلاف السابقة تمثلت في اخلاء المرافق العامة من المتحاربين ، وضرورة الخروج فورا من منازل المواطنين ، وتنظيف الشوارع من المظاهر المسلحة والجثث ومخلفات الحرب من دانات لم تنفجر وغيرها ، مع توفير المعسكرات المتفق عليها لتواجد القوات المنسحبة.
مع التأكيد على ان اخلاء وسط المدينة من المظاهر العسكرية والخروج من مساكن المواطنين سيظل هو الأساس اللازم لضمان تحقيق المطلوب وهو إنهاء الحرب وعودة الامان والسلام.
المواطن يأمل ان تحقق هذه الجولة اختراقا حقيقيا يسهم في معالجة الازمة بوضع حد لهذه الحرب المقيتة وبداية عودة الناس الى الوضع الطبيعي.
سليمان منصور