تعظيم سلام كابتن على فرج
اكثر من ثلاثة أسابيع مرت على الموقف العظيم للبطل المصرى لاعب الاسكواش والنجم الدولى على فرج ، والذى صدع بكلمة الحق من قلب عاصمة الظلم لندن ، المانحة يوما ما ارض فلسطين لليهود فى ماعرف بوعد بلفور المشؤوم ، وهو عطاء من لايملك لمن لايستحق .
اكثر من ثلاثة أسابيع مرت على إعلان البطل على فرج المصنف فى المرتبة الثانية بمسابقة بطولة العالم فى الاسكواش ، والفائز ببطولة اوباتاسيا فى لندن ، إعلانه ضرورة لفت النظر لقضية فلسطين ومظلومية شعبها التى استمرت لأكثر من سبع عقود ، والعالم المنافق يغض الطرف عن هذه المأساة الانسانية والحقوقية ، لتاتى أزمة أوكرانيا مؤخرا وتكشف كذب ونفاق وخداع العالم وهو يتباكى على مايجرى ، متجاوزا جميع ما خطه لنفسه من قبل من ضوابط زائفة تمنع بحسب زعمه خلط السياسة بالرياضة ، ليتحول الجميع فجأة إلى سياسيين ، ولايكتفى الغرب المنافق فقط بإظهار إدانته لروسيا ، بل تتسابق مؤسساته فى ازدواجية واضحة للمعايير وتدخل بقوة فى التفاصيل السياسية مقحمة هذه المؤسسات فى الامر وهى التى لم تكن فقط تمتنع عن الحديث فى هذه القضايا بل تمنع منسوبيها من الاقتراب منها ، ولاتكتفى بذلك بل توقع العقوبات على من تراهم تجاوزوا الضوابط المكذوبة هذه ، وماقضية معاقبة نجم منتخب مصر لكرة القدم الكابتن محمد أبوتريكة ببعيدة عن الاذهان ، وهو الذى أظهر تعاطفه مع اطفال غزة ودعمه لهم بطريقته وهو يرفع قميصه أمام الكاميرات عند احتفاله بهدف أحرزه ليظهر قميصه الداخلى حاملا شعار التعاطف مع غزة واستنكار ما يجرى عليها يومها من قصف إسرائيلي حاقد ، فقامت قيامة المنافقين من أدعياء الالتزام بالضوابط والحرص على إبعاد الرياضة عن الخلافات السياسية بحسب زعمهم ، ليتضح زيفهم ويبين كذبهم ونفاقهم وهم يعلنون منع روسيا مواصلة التنافس على حجز مقعد فى مونديال قطر ، وتتابع المخالفات التى يقعون فيها بإعلان العقوبات على الأندية الروسية والرياضيين الروس ، ولم ينج من حملتهم الزائفة حتى الحيوانات فى خطوة أثارت سخرية العالم أجمع وهم يرون إحدى المؤسسات الرياضية العالمية توقع عقوبات على اتحاد القطط الروسى ، وتقرر منع القطط الروسية من الاشتراك فى فعالية دولية كان يتمم التخطيط لاقامتها.
البطل المصرى والعالمى على فرج هز العالم الحر وحاكم العالم المنافق بكلماته القوية وهو يتحدث من لندن لوسائل الإعلام فماذا قال ؟
قال على فرج أن العالم الان مشغول جدا بما يجرى فى أوكرانيا من حرب وتدمير وقتل ، ولاشك أن مايقع مستنكر ولا يوجد شخص منصف يمكنه القبول بالقتل وجميع اشكال الظلم ، وتعلمون جميعا أن الحديث فى هذه القضايا كان ممنوعا علينا كرياضيين بحجة عدم إدخال الرياضة فى الصراعات السياسية ، لكن وبما أن الكثيرين خاضوا فى هذه الأمور أصبح لزاما علينا أن نلفت الأنظار إلى معاناة الشعب الفلسطيني الذى يتعرض للظلم منذ مايزيد عن السبعين عاما ، فى صمت دولى مخجل عن إدانة القتل الممارس صهيونيا ضد الفلسطينيين وهم يناهضون احتلال أرضهم ويقاومون لتحرير بلدهم.
كلمات النجم المصرى على فرج فاجأت من تحدث إليهم ومن خلفهم المجتمع الدولى الذى اخرسته المفاجأة ، ولم يتوقع أن تتم محاكمته وإدانته من خلال منصاته وساحات ملاعبه ، لكنهم لم يستطيعوا فعل شيئ للكابتن على فرج ، وكيف لهم أن يفعلوا له شيئا وقد حاكمهم وادانهم بصريح العبارة وقوة المنطق وصلابة الحجة.
ثلاث اسابيع او تزيد مرت على هذا الموقف الشجاع والبطولى دون أن يحفل العالم العربى بكل اسف بهذا الموقف الكبير ، ودون التفات أو اهتمام بهذا النجم العظيم الذى يستحق اكبر تكريم ، ولتحتف به الشعوب وتشجعه وأمثاله على الصدع بكلمة الحق ولا يتم تجاهله كما تفعل الحكومات العربية والمسلمة البعيدة عن نبض شعبها الغير مرتبطة بتطلعات وآمال شوارعها المنتفضة الداعمة لفلسطين الرافضة بقوة لأى تطبيع وماينتج عنه.
بقلم: سليمان منصور