تعطيل موانئنا ..قدر ام مؤامرة؟
هل من الصدف ان تتعرض موانئ البلد إلى ما تتعرض اليه حاليا؟ اهى أقدار حلت بنا وظروف ادت إلى ما تشهده الموانئ الان ام يمكن القول انها مؤامرة كبرى يلعب فيها العديد من الأطراف ادوارا متنوعة تصب كلها فى إيصال الحال إلى ما هو عليه الآن، ولا سمح الله تتدحرج الأوضاع إلى ما هو أسوأ من وضعنا الحالى؟
ثغر السودان والميناء الهام فى البحر الأحمر ظل يمثل رئة السودان ومتنفسه، وعبره تدخل وتخرج البضائع ويغادر ويصل المسافرون ، ولا تقتصر خدمات الميناء على السودان فحسب بل تستفيد منه بعض دول الجوار كاثيوبيا وجنوب السودان وتشاد وصولا إلى غرب أفريقيا .
ومن المعروف ان دولة الإمارات العربية المتحدة ظلت منذ سنوات وعبر شركة موانئ دبى تسعى للسيطرة على عدد من الموانئ ووضع يدها عليها ، وبعد الحرب الحالية فى اليمن و ماشهده البحر الأحمر من تواجد مكثف للقوى الدولية زاد اهتمام الإمارات بميناء بورتسودان ، وقد أحدثت زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لبورسودان وسواكن أواخر عهد البشير والوعد الذى تلقاه بإنشاء قاعدة فى سواكن آثار هذا الأمر حفيظة الخليجيين وجن جنون الإمارات التى ترى فى تركيا رمزا ومعقلا للاسلاميين وهذا جعلها تجدد سعيها للاستحواذ على ميناء بورسودان ولما اعاياها الوصول إلى ما أرادت وافشلت الثورة والتغيير الذى شهدته البلد افسدا على الإمارات تخطيطها فانها وعبر المال السياسى والنفوذ والفساد والعملاء كل من موقعه عملت على تعطيل عمل الميناء بشكل كامل حتى يفشل فى القيام بدوره المطلوب منه ويزهد الناس فيه وياملوا فى انقاذه من التدمير ويكون متاحا لأى شخص أراد أن يستلمه ودون نقاش كثير او دخول فى التفاصيل، وهنا تجد الإمارات عبر وكلائها ومنفذى سياستها تجد الجو ملائما لوضع يدها على الميناء لذا فإن ما تعرض ويتعرض له الميناء من مشاكل ليس بعيدا ان تكون وراءها الإمارات التى عرفت اصلا بتاجيج الفتن وصناعة المشاكل.
تعددت صور الاستهداف للميناء فقد رأينا كيف ان الناظر ترك اغلقه وعطل عمله باسابيع وتسبب ذلك فى اضرار جسيمة لحقت به ومنسوبيه والمنطقة والاقتصاد الوطنى ككل
وجاء بعد ذلك تهديد وإرهاب موظفي و عمال الموانئ الذى نفذه حمديتي ، وقبل اسابيع اعترف ترك في تسجيل مسرب بأن حميدتى هددهم بالتصفية و نفذ بعض منسوبيه من الجنجويد الاسبوع الماضي ما يمكن اعتبره جزءا من هذا التهديد والوعيد عندما اقتحموا ميناء سواكن و ضربوا وارهبوا الموظفين والعمال و اتلفوا المكاتب و المعدات ، ثم جاءت خطوة حرق الموانئ وتدميرها وذلك باشعال النيران هذه الأيام في مستودعات ميناء سواكن.
ومن المتوقع ان تكون الخطوة التالية القريبة طلب مساعدة دول المحاور وإدخال شركاتها المشبوهة تحت غطاء إطفاء الحرائق و إعادة تأهيل الموانئ ثم اعلان إيجار و بيع الموانئ .وبسبب هذه الكوارث والمهددات الخطيرة يقبل الناس باى عرض…مؤامرة..
سليمان منصور