أخبار السودان :
تعاظم خوف باريس من فقدان النيجر
لن يهدا بال الفرنسيين وهم يرون النيجر تمضي في طريق الانعتاق عنهم والابتعاد منهم ، خاصة وان الاحداث تتسارع ، والمصالح تتداخل بل قد تتضارب ، مما يخيف من امكانية وقوع مواجهة حتي وان كانت محدودة ، يجد الجيش الفرنسي نفسه مجبورا عليها ، مضطرا اليها ، للاحتفاظ بوجوده في هذا البلد ، مهما كلفه ذلك، لان المكاسب المؤكد حصول الفرنسيين عليها لا تقدر بثمن ، وتهون في سبيلها التضحيات وان عظمت.
نقول ذلك ونحن نقرا عن استمرار نهب باريس لموارد عدد من الدول الافريقية ، ومنها النيجر ، والاستماتة في الابقاء على هذا الوضع ، وعدم تغييره ، فاقتصادات عدد من البلدان الخاضعة للنفوذ الفرنسي مربوطة عضويا باقتصاد فرنسا ، وعملات هذه الدول مثلا تطبع في باريس ، وتودع كميات من الذهب في البنك المركزى الفرنسي ، كضمان وتغطية لهذه العملات، وتستثمر باريس في هذه الودائع الافريقية في تقوية اقتصادها ودعم عملتها الوطنية ، دون ان تقدم للافارقة فوائد مقابل عوائدهم.
ولايمكن الحديث عن استغلال فرنسا المستمر لموارد افريقيا ، وحرمانها شعوب هذه الدول من الاستفادة من ثرواتها دون الاشارة الى السرقة المنتظمة لعديد الموارد للافريقية الضخمة ، ومنها على سبيل المثال يورانيوم النيجر ، الذي تعمل باريس على الاستئثار به دون اهله ، وتوظيفه لصالح الشعب الفرنسي بمقابل ضعيف لا اعتبار ولا قيمة له ، ان لم نقل انه قد يكون بلا مقابل اصلا ، وتتحدث تقارير علنية عن استفادة فرنسا من يورانيوم النيجر في تشغيل اكثر من خمسين محطة نويية ، وانتاج طاقة نظيفة ورخيصة ، توفر الكهرباء في كل الجمهورية الفرنسية ، بينما يقبع 80٪ واكثر من شعب النيجر في فقر مدقع ، وانعدام لابسط مقومات الحياة ، ناهيك عن ان يحلم بكهرباء يعدها من الرفاهيات والكمال.
لن تقبل فرنسا بالتخلى عن المحافظة على نفوذها في النيجر ، وسوف تعمل ما وسعها وزيادة للحفاظ على هذه الامتيازات ، وان كان ذلك على حساب انسان النيجر، وكل الافارقة الذين لايقيم لهم الفرنسيون وزنا ، وانما زورا يدعون الحرص على حقوق الإنسان ، وهم اكبر المعتدين على الانسان المنتهكين لحقوقه.
سليمان منصور