أخبار السودان :
تصميم فرنسي على التواجد بالنيجر
تشكل احداث النيجر فصلا مهما واساسيا من فصول الصراع العالمي الذي تصطف فيه دول حلف الاطلسي مع ادوات محلية من منظمات اقليمية ودول في المنطقة ضد المحور الروسي الصيني الساعي بقوة الى تثبيت وجوده الفاعل اقتصاديا وسياسيا وعسكريا في هذا الاقليم الكبير الذي يحتوى على ثروات صخمة متنوعة ومورد بشري كبير جدا وسوق مهمة يمكن عرض وتسويق اي شي فيها خاصة ان الكثافة السكانية العالية والحاجة الماسة الى كل شي هي التي تغري الكل بالسعي للسيطرة عليها او على الاقل تقاسم النفوذ ، ومن هذا الباب نفهم السعي الفرنسي المستمر بل الاصرار الكبير والمتواصل للحفاظ على الوجود في النيجر والساحل ككل ، وليس فقط البقاء في هذه المنطقة وانما العمل على الاستئثار بمواردها وثرواتها ، وما سرقة فرنسا ليورانيوم النيجر الا نموذج على مدي بشاعة وظلم فرنسا وعموم الغربيين وقهرهم الشعوب المستضعفة عبر حكومات عميلة لهم تحظي بحمايتهم وتنفذ لهم اجندتهم الخبيثة وتضطهد شعوبها خدمة لاسيادها الظلمة المستكبرين
ومن المعلوم انه منذ صيف عام 2022، أصبحت النيجر قاعدة التمركز الأولى للجنود الفرنسيين الذين طردوا من مالي وبوركينافاسو عقب إنهاء عمليتي برخان وسابر تباعاً. وبتأييد من الرئيس المنقلب عليه؛ محمد بازوم، نشرت باريس 1500 جندي في النيجر معظمهم يتمركز داخل مجمع مطار نيامي، في حين ينتشر البقية على الحدود مع بوركينافاسو ومالي ضمن ما يسمى بمثلث ليبتاكو-غورما الذي يعرف بكونه بؤرة لتمركز التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها “تنظيم الدولة في الصحراء الكبرى”.
وتنشر فرنسا خمس طائرات مسيرة من طراز ريبر (Reaper) وثلاث طائرات مقاتلة من طراز ميراج (Mirage) في مطار نيامي تسهل وصول الجنود المتمركزين فيه إلى أي منطقة في إقليم النيجر. وبالتعاون مع الجيش أرست القوات الفرنسية عملية عسكرية سمـّيت ألماهاو (Almahaou) لمواجهة التهديدات وحالات انعدام الأمن في إقليم تيلابيري (شمال غرب النيجر) الذي يعدّ هدفاً منتظماً للهجمات الإرهابية وفق المصادر الفرنسية.
ولضمان ولاء النيجر وبقائها تحت النفوذ الفرنسي والغربي، دعمت فرنسا كل الرؤساء السابقين للنيجر وكانت لها اليد الطولى في تعيينهم ، وهو أمر انطبق على الرئيس محمد بازوم الذي يوصف “بابن فرنسا المدلل” في النيجر والساحل وليس الامر عند فرنسا والغربيين مناصرة لنظام ديموقراطي منتخب فهم مدعون كاذبون وهاهم يؤيدون حكاما طغاة مستبدين في عدد من الدول ماداموا يحافظون لهم على مصالحهم ولايعترضون عليهم ، ولن يصدق الغربيين في ادعائهم الكاذب تاييد الحريات ودعم الحكومات المنتخبة ، وقد عمدت فرنسا كغيرها من دول الاستكبار الى شراء ولاء عدد من النخب والقيادات المدنية والعسكرية في عدد من الدول الأفريقية ومن ضمنها النيجر التي تتمتع فيها فرنسا بنفوذ كبير لا تقبل ان تفتقده باي حال.
وللنيجر مكانتها المحورية في استراتيجية فرنسا في الساحل وأفريقيا وحيوية دورها في تحقيق تأمين الطاقة للفرنسيين خاصة في ظل هذه الظروف العالمية بالغة التعقيد.
سليمان منصور