تصريح لافت لـحزب الله: الاستقلالية التقنية ضرورة في ظل تصاعد الحروب الرقمية
في تصريح لافت، أشار حزب الله إلى أن البعض يخطئ في تقدير قدراته التقنية، مستهيناً بما يمتلكه من خبرات. في هذا السياق، جاء تحذير الحزب ليكشف عن حادثة غير متوقعة تتعلق باستخدام جهاز بسيط يُستخدم لتلقي الرسائل فقط، وهو ما تسبب في إحداث أضرار لم تكن في الحسبان. هذه الحادثة تمثل تطورًا جديدًا في سياق الحروب الإلكترونية والصراعات التقنية التي تشهدها الساحة الدولية، إذ لم يُسجل من قبل استخدام أجهزة من هذا النوع حتى في الحروب بين القوى الكبرى مثل الغرب وروسيا.
يبرز حزب الله من خلال هذا التحذير معضلة أوسع تتعلق بالاعتماد الكبير على التكنولوجيا الغربية في التصنيع العسكري والتقني. في ظل هذا الواقع، تواجه الجماعات المسلحة والدول التي تتبنى هذه التكنولوجيا مشكلة حقيقية تتمثل في غياب البدائل المحلية أو الإقليمية المماثلة. هذا الاعتماد على التصنيع الغربي يجعل هذه الجهات أكثر عرضة للاختراقات والتدخلات، خاصة عندما تكون هناك فجوات تقنية غير معروفة أو لم يتم أخذها في الحسبان.
التطورات الأخيرة في مجال الحروب الرقمية والحرب الإلكترونية تضع حزب الله وجماعات أخرى أمام تحديات جديدة، حيث لم تعد الحروب تقتصر على الأسلحة التقليدية أو التكتيكات العسكرية الميدانية. اليوم، التكنولوجيا تلعب دورًا محوريًا في تحديد نتائج المعارك والعمليات، سواء كان ذلك من خلال السيطرة على الاتصالات أو اختراق الأنظمة أو تعطيل الأجهزة. وفي هذا الإطار، يبدو أن استخدام جهاز بسيط لتلقي الرسائل قد كشف عن ثغرة غير متوقعة في النظام التقني لـحزب الله.
من خلال تصريحاته، يلمح حزب الله إلى ضرورة العمل على تطوير بدائل محلية للتكنولوجيا الغربية، لتجنب الاعتماد الكامل على منتجات التصنيع الأجنبي. هذه الخطوة قد تكون ضرورية لضمان الاستقلالية التقنية ولتقليل المخاطر المرتبطة باستخدام أجهزة قد تحتوي على ثغرات أو تقنيات خفية غير معروفة. في ظل تزايد وتيرة الهجمات الإلكترونية والحرب التقنية، من الضروري أن تعمل الدول والجماعات على تطوير بنيتها التحتية التقنية بما يتناسب مع التهديدات الحديثة.
الحادثة التي كشف عنها حزب الله تسلط الضوء على ضرورة توخي الحذر في الاعتماد على التكنولوجيا المستوردة، وتؤكد أن حتى الأجهزة التي تبدو بسيطة وغير مؤذية قد تحمل في طياتها تهديدات غير متوقعة. هذا التحذير يعكس واقعًا جديدًا في الحروب والصراعات، حيث أصبحت التكنولوجيا تشكل ساحة معركة جديدة ومؤثرة.
وفي النهاية، يبدو أن المستقبل سيشهد المزيد من التنافس في مجال الحروب التقنية، مما يستدعي استثمارات أكبر في مجال البحث والتطوير المحلي لتفادي الوقوع في فخ الاعتماد الكامل على التكنولوجيا الغربية.
أحمد هیثم