تصاعد الحرب في النيل الأزرق وفشل المساعي الدبلوماسية الأميركية في السودان
امتدت الصراعات المسلحة في السودان إلى إقليم النيل الأزرق جنوب شرق البلاد، وسط غياب مؤشرات إيجابية على نجاح الجهود الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة في تحقيق اختراق. وقد أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على محلية التضامن في الإقليم، بينما نفى الجيش السوداني ذلك، مؤكدًا إفشاله لمحاولة تسلل من قبل الدعم السريع وتكبيدها خسائر كبيرة.
وتشير تحليلات سابقة إلى أن إقليم النيل الأزرق، الذي يقع تحت سيطرة الجيش السوداني، قد يصبح ساحة المعركة الجديدة، خاصة بعد تقدم قوات الدعم السريع في عدة مناطق بولاية سنار المجاورة. ويُعتبر النيل الأزرق منطقة استراتيجية، حيث يُعد ممرًا لنهر النيل الأزرق، الذي يُعتبر مصدرًا رئيسيًا لمياه نهر النيل.
يرى مراقبون أن سيطرة قوات الدعم السريع على النيل الأزرق قد تعزل الإمدادات عن القوات العسكرية في وسط البلاد، مما سيضعف موقف الجيش الذي يكافح منذ أشهر لتحقيق توازن في الصراع. كما يعتبرون أن سياسة الإنكار التي يتبعها الجيش تجعل فرص السلام بعيدة المنال، مؤكدين أن الجهود الأميركية الحالية، التي تهدف لإطلاق مسار تفاوضي جديد في جنيف، لم تحقق نتائج ملموسة حتى الآن.
وفي ظل هذا التصاعد، يتهم بعض المراقبين واشنطن بإدارة الأزمة بدلاً من حلها، حيث يعتبرون أن الجهود الدبلوماسية الأميركية تفتقر إلى الجدية المطلوبة لإجبار الأطراف المتصارعة على التفاوض. وفي تصريح له من أديس أبابا، أكد المبعوث الأميركي الخاص للسلام في السودان، توم بريللو، أن الحرب في السودان يجب أن تنتهي عبر المفاوضات، مشيرًا إلى وجود مبادرة أميركية تستهدف وقف العدائيات، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، وإنشاء آلية لمراقبة تنفيذ الاتفاق.