أخبار السودان :
تزايد تهريب الذهب في ظل الحرب
تفجرت الحرب وارتبكت الأمور على الناس جميعا علاوة على ما دخل عليهم من مشاكل سببتها الحرب ومنها بلا شك الضائقة الاقتصادية في ظل انفراط الأسعار وعجز الدولة عن الوفاء بالتزاماتها تجاه الموظفين والعمال وعدم انتظام استلام مرتباتهم واستحقاقاتهم الثابتة مما أثر سلبا على معاشهم.
ومن المعروف ان بلادنا تنتج كميات مقدرة من الذهب كفيلة بأن تجعل اقتصادنا مزدهرا ناهيك عن موارد اخري من الزراعة والثروة الحيوانية ومعادن أخرى والعديد من الموارد لكن تم مؤخرا الاهتمام وبصورة كبيرة بالذهب اولا للكمية الوافرة التي تنتجها بلادنا وثانيا لسرعة عائدها ، لكن المعدن الأصفر تحول إلى نقمة علينا والكبار وأصحاب المطامع يصطرعون حوله حتى تعاظمت معاناة الناس وتفاقمت الازمات ووصلنا إلى ما نحن عليه الآن من بلاء ، ومازال المتحاربون في غيهم سادرون، لايبالون بمعاناة اهلهم فقط مشغولون بمصالحهم .
ومؤخرا تم تداول حديث عن تهريب الذهب والسعي إلى توظيف عائده في تمويل الحرب وزيادة معاناة الناس.
وقالت فرانس برس ان الحرب تسببت في انحسار منافذ بيع الذهب رسمياً وانتشار شبكات التهريب ، وقال التقرير انه لم تنجح مساعي السلطات في منع التهريب الذي ازدادت وتيرته في أعقاب اندلاع الحرب، وتشير تقارير دولية ومحلية إلى التوسع في التهريب في وقت تعرضت فيه العديد من المؤسسات الحكومية للانهيار.
وعلى الرغم من التعويل الكبير للحكومة على الذهب في إخراج البلاد من أزماتها المتكررة، إلا أنه ووفقاً لخبراء اقتصاد أصبح وبالاً عليها، حيث وجد كثيرون ضالتهم في استخراجه وتهريبه لشركات في الخارج، من دون أن يكون للحكومة الرسمية يد في ذلك، بل ويرى آخرون أنه ظل أيضا يهرّب بعلم الأجهزة الرسمية وعبر المنافذ الرئيسية إلى خارج الدولة.
وقال تقرير للأمم المتحدة مطلع العام الجاري أن قوات الدعم السريع تستخدم عائدات واسعة النطاق من تعدين الذهب لتمويل حربها. وأكد التقرير وجود شبكات مالية معقدة أسستها قوات الدعم السريع قبل وأثناء الحرب، مكّنتها من الحصول على الأسلحة، ودفع الرواتب، وتمويل الحملات الإعلامية، والضغط، وشراء دعم الجماعات السياسية والمسلحة الأخرى.
وقال مراقبو الأمم المتحدة في التقرير، إن قوات الدعم السريع استخدمت عائدات من أعمالها في مجال الذهب قبل الحرب، لإنشاء شبكة تضم ما يصل إلى 50 شركة في العديد من الصناعات. وتسيطر قوات الدعم السريع منذ فترة طويلة على معظم تجارة الذهب في السودان.
وعلى الرغم من تخفيضات الإنتاج الناجمة عن الحرب، إلا أن المعدن النفيس يظل مصدر دخل لطرفي الصراع، بحسب تقرير الأمم المتحدة. ومؤخراً كشف تقرير آخر أعدته اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي، أن السودان فقد نحو 267 طناً من الذهب خلال 7 سنوات عن طريق التهريب.
ويشير عاملون في تجارة الذهب وخبراء اقتصاد إلى تعدد أطراف تهريب الذهب بشكل مخيف، إذ لم يعد الأمر يقتصر على أطراف الصراع، بل دخلت في التهريب جهات أجنبية ومنتفعون من استمرار حالة الفوضى في البلاد.
سليمان منصور