تركيا .. ديموقراطية منقوصة
ليس مقبولا من اي نظام ديمقراطي (ولا نقول يدعي الـ ديموقراطية) ان يحجر على الناس ويحول بينهم وبين التعبير عن ارائهم ، وحتي اذا ما قالوا ما لا ترضاه الحكومات او تحدثوا إيجابا عن معارضين لهذه الحكومات ما داموا لم يتجاوزوا القول إلي الفعل اي لم يخرجوا عن الطريق السلمي في ممارسة العمل إلى الوقوع في اعمال العنف فهنا تكون الخطوة خاطئة وغير مقبولة ويصبح من حق الحكومة – اي حكومة – ان تمنع مرتكبي أعمال العنف من المضي في طريقهم وتحجر عليهم مواصلة عملهم لانه يكون قد خرج من الجانب السياسي السلمي المسموح به إلى الجانب الحربي الغير مسموح به.
ونتساءل هل يحق لجهة ما إن تعاقب أحدا لانه ذكر اسم معارض للحكومة وذكر معلومات صحيحة حول انجاز له سابقا وهو غير متعلق بعمل سياسي ولا ارتباط بموضوع الخلاف بين هذا المعارض والحكومة التي يعارضها.
أليس اقدام اى جهة على عمل كهذا يخرجها من ربقة الاحترام ويجعل وصفها لنفسها بالديموقراطية أمرا غير دقيق او بتعبير اخر يجعل هذه الديموقراطية منقوصة؟
هذا ما جري في تركيا اثناء منافسات كأس العالم الحالية إذ ابعد مذيع عن عمله لمجرد انه ذكر اسم لاعب تركي سابق معارض الان لاردوغان وذلك في سياق التعليق على هدف احرزه هذا اللاعب في منافسة سابقة لكاس العالم.
وادناه تفاصيل الخبر الذي جعلنا نعنون مقالنا هذا بتركيا.. ديمقراطية منقوصة.. يقول الخبر :
طرُد المعلق الرياضي التركي ألبير باكيرجيجيل من قنوات TRT الحكومية اثناء تعيلقه على مواجهة المغرب مع كندا ، وفي الدقيقة 4 من المباراة سجل حكيم زياش مبكرا هدف المغرب الأول، وبطبيعة الحال فإن المعلق ذكّر بأن أسرع هدف في تاريخ كأس العالم هو للنجم التركي السابق هاكان شوكور.
وبعد نهاية الشوط الأول من المباراة تم استبدال ألبير بمعلق آخر، وتم فصله وفقا لما أعلن في تغريدة على تويتر، حسب موقع “سبورت بايبل” الرياضي.
والسبب في فصل السلطات التركية للمعلق لم يكن المعلومة التي قدمها فهي دقيقة تماما، ولكن السبب ذكر اسم شوكور تحديدا.
شوكور وبعد انتهاء مسيرته الكروية، تحول إلى السياسة وتم ربطه من قبل السلطات لاحقا بالإرهاب وبمحاولة الانقلاب التي جرت في تركيا عام 2016.
ومنذ ذلك الحين، غادر شوكور تركيا واستقر مع عائلته في الولايات المتحدة الأميركية، ويعمل حاليا سائق أوبر.
وكان النجم التركي قد رد على اتهامات السلطات التركية في حديث لصحيفة “Welt Am Sonntag” الألمانية بالقول: ” لم أفعل أي شيء غير قانوني، أنا لست خائنا، لست إرهابيا”.
وحاول موقع “سبورتس بايبل” الحصول على تعليق من شبكة TRT التركية على سبب فصل المعلق دون أن يتمكن من ذلك
انها الديموقراطية التركية ياسادة.
سليمان منصور