توالى ترحيب القوى السياسية السودانية بالاتفاق الذي جرى في مدينة جوبا بين نائب القائد العام للجيش السوداني الفريق شمس الدين كباشي، ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان عبدالعزيز الحلو، حول إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين في مناطق سيطرة الطرفين بجبال النوبة.
وأعلنت قوى الحرية والتغيير في بيان أنها تتطلع ليكون الإتفاق ضوء في نفق أزمة الحرب المستعرة منذ 15 أبريل 2023م وخطوة في طريق وقفها ومعالجة تداعياتها الإنسانية التي تهدد حياة الملايين في البلاد.
ودعت قوى الحرية والتغيير طرفي الحرب للإيفاء بإلتزاماتهما المبرمة في منبر جدة بالتأكيد على إيصال المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط بجانب الموقع عليها بين الطرفين في نوفمبر 2023م والوصول لإتفاق يتيح إيصال المساعدات الإنسانية وإنقاذ حياة ملايين السودانيين والسودانيات خاصة من الأطفال والنساء وكبار السن.
وحثت قوى الحرية والتغيير طرفي الحرب للتأمل في الحال والمآل بعد مرور أكثر من عام على الحرب والنظر لحجم المآسي والخراب والدمار، وتطلعات السودانيين المشروعة في العودة لحياتهم الطبيعية بأمن وسلام.
وأضاف البيان “عليهما أن يدركا أن التاريخ يكتبه ويخلده من جلبوا السلام لشعوبهم وكفكفوا دموعهم وحفظوا دمائهم وأملاكهم وجنبوهم ويلات الحرب والموت والدمار”.
وأكد البيان أن “الوقت قد حان لإتخاذ القرار الشجاع الحاسم من طرفي الحرب لوقف المعاناة التي يصر عليها نفر من المستفيدين المتمسكين بإستمرارها من بقايا النظام المباد لكي يحكموا السودانيين قسراً أو يقتلوهم عقاباً على رفض حكمهم ولذلك هم الفئة الوحيدة المستفيدة من هذه الحرب”.
ودعا البيان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى العودة لإستكمال واستئناف منبر جدة بكل صدق وإرادة، مشيرًا إلى أن السبيل لوقف المعاناة بوقف العدائيات والسماح بوصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها وبلوغ الوقف الكامل لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية تفضي لوضع أسس السلام الشامل والدائم وتأسيس الحكم المدني الديمقراطي المستدام.
من جهتها دعت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” اليوم السبت، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للعودة لمنبر جدة واستئناف التفاوض بشكل جاد لوقف الحرب بالسودان.
وشددت “تقدم” في بيان على ضرورة التوصل لاتفاق وقف العدائيات بما يقود لحل سياسي تفاوضي يُنهي الحرب ويعيد تأسيس وبناء الدولة السودانية ويحقق السلام العادل والشامل.
ورحبت تنسيقية “تقدم” بالتفاهمات التي جرت في مدينة جوبا بين الجيش السوداني والحركة الشعبية لتحرير السودان برئاسة عبدالعزيز الحلو، حول إيصال المساعدات الإنسانية عبر وفي مناطق سيطرة الطرفين.
ودعت الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للوصول لتفاهمات مماثلة تتيح إزالة كافة العوائق التي تعرقل وصول المساعدات الإنسانية للمتأثرين بالحرب وتقليل ويلاتها بإنقاذ أكثر من 25 مليون سوداني من شبح المجاعة، وفقًا للبيان.
وقال البيان إن “الحرب دمرت حياة ملايين السودانيين وأحالتها جحيماً، لاسيما في مراكز النزوح ومعسكرات اللجوء وآن الأوان لاتخاذ خطوات عاجلة وشجاعة تضع حداً لمعاناة العباد والبلاد بإيقاف الحرب والتأسيس لسلام مستدام، من خلال التفاوض”.
وكان نائب قائد الجيش السوداني الفريق شمس الدين كباشي إلتقى اليوم السبت في مدينة جوبا، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان عبدالعزيز الحلو، واتفقا على “إيصال فوري للمساعدات الانسانية في مناطق سيطرة الجيش السوداني وفي مناطق سيطرة الحركة الشعبية، على أن يتم خلال أسبوع إقرار وثيقة تحدد كيفية إيصال المساعدات”.
وقوبلت الخطوة بالترحيب من القوى السياسية السودانية التي دعت الجيش لاتخاذ ذات الخطوة مع قوات الدعم السريع وإنقاذ ملايين السودانيين العالقين في مناطق النزاع بين الطرفين.
وقال رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، خطوة في الاتجاه الصحيح يحتاجها الذين يواجهون الجوع وانعدام الاحتياجات الضرورية .. نأمل أن تُسْتكمل بإقرار الوثيقة المذكورة، ونأمل أن تتبعها خطوة مماثلة وعاجلة مع قوات الدعم السريع تفضي إلى تحديث وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في منبر جدة حول الملف الإنساني وإيصال المساعدات.
وأضاف على منصة “إكس” أنه “لا سبيل للخلاص من الكارثة الإنسانية ودرء مخاطر الحرب الأهلية والتقسيم إلا بإسكات أصوات البنادق في كل أنحاء السودان واعتماد خيار الحل السياسي المفضي للتوافق على أسس جديدة، سليمة وراسخة للبناء الوطني في كل فضاءات الواقع”.
من جهته اعتبر القيادي بقوى الحرية والتغيير ياسر عرمان، ما جرى في جوبا خطوة في الاتجاه الصحيح تستحق التعميم في كل السودان، مشيرا إلى ان جبال النوبة تشهد أزمة إنسانية طاحنة بسبب الحرب وقتل شمل الابرياء بما في ذلك أعيان المنطقة وقصف بالطيران واعتقال للناشطين.
وأكد على منصة “إكس” أن الاتفاق يمكن ان يكون نموذجاً لإيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين في كل السودان وإلزام جميع اطراف الحرب حتى لا يتعرض للتعويق والتجاذب والاستقطاب.
المصدر: الراكوبة