ترامب وهاريس وجهان لعملة واحدة
استغرب جدا ممن يعول على هذا المرشح او ذاك في الانتخابات الرئاسية الامريكية، ويعلق امالا على ان فوز هاريس مثلا قد يترتب عليه كذا او ان فوز ترامب سيؤدى إلى احقاق هذا الحق او ابطال ذاك الباطل ، ويؤسفني ان اقول لاشك ان من ينتظر خيرا من رئيس امريكي شخص ساذج لايعي شيئا ولايعرف ماهي أمريكا وماهو نظامها.
أمريكا تعمل على ابقاء إسرائيل قوية متفوقة مسيطرة على ما في يدها بل تجد أمريكا نفسها ملزمة بدعم اسرائيل والحفاظ عليها دون أن يكون لذلك اى علاقة بشخص الرئيس وحزبه فالجمهوري والديموقراطي على السواء يخدمون إسرائيل ويعملون من أجل تفوقها دوما.
وعلي الجميع أن يعلموا ان عودة ترامب إلى البيت الأبيض أو انتخاب هاريس لن يغيّر في الموقف تجاه القضايا العربية فثوابت السياسة ألامريكية واحدة ، وايا كان المتصدي لتطبيقها جمهوريا او ديموقراطيا فهو لا يختلف عن الاخر فهما وجهان لعملة واحدة تمّ سكّها في دهاليز الصهيونية العالمية بعقيدتها السياسية والدينية والتاريخية.
ان عودة ترامب إلى البيت الأبيض أو انتخاب كامالا هاريس لهذا المنصب لن يغيّر كثيراً في الموقف الأميركي تجاه القضايا العربية وفي مقدمتها فلسطين، حيث يتسابق الرؤساء الأميركيون فيما بينهم للإعلان عن ولائهم للفكر الصهيوني، طالما أنّ ذلك يساعدهم لدخول البيت الأبيض أو البقاء فيه، بفضل سيطرة هذا الفكر على جميع المؤسسات الأميركية المهمة، كالإعلام والمال والجامعات التي تؤدي دوراً مهماً في إيصال من تشاء إلى مراكز القرار، إن كان في البيت الأبيض أو الكونغرس أو باقي مؤسسات الدولة بفضل التضامن الاستراتيجي بين جميع يهود أميركا وخلافاً للعرب بل وحتى الفلسطينيين فيما بينهم ، ويتم تخصّيص مليارات الدولارات لذلك عبر مجموعات الضغط المعروفة والتي تسيطر اللوبيات اليهودية على معظمها، وهي التي تتحكّم بالقرار الأميركي وأياً كان الرئيس ديمقراطياً أو جمهورياً فالثوابت ألامريكية لاتتغير ، وفي المقابل نرى بكل اسف حكّام أنظمة التطبيع يتسابقون فيما بينهم لكسب ودّ مراكز القوى الأميركية التقليدية ويبتعدون عن نبض الشارع العربي المسلم المعارض لاسرائيل الممتعض من سياسة أمريكا الظالمة المستبدة.
سليمان منصور