فيما عدا هجمات محدودة في ولاية الجزيرة، لم تشهد جبهات المواجهات التقليدية بين الجيش وقوات الدعم السريع معارك واسعة وذلك بعد أيام من التصعيد والقصف المدفعي والهجمات على المناطق السكنية أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في أوساط المدنيين ودون اعتبار لنداءات المجتمع الإقليمي بوقف العمليات القتالية خلال عيد الأضحى وقرار مجلس الأمن برفع الحصار ووقف المواجهات في الفاشر.
اتهامات متبادلة في ولاية الجزيرة
عاد الهدوء إلى محلية الهدى، غرب المناقل، بعد يوم من هجوم قوات الدعم السريع على المنطقة. وكشفت مصادر محلية لراديو دبنقا عن سقوط عدد من القتلى والجرحى من بينهم نساء وأطفال خلال الهجوم الذي استمر لعدة ساعات. واتهمت المصادر قوات الدعم السريع باستهداف المستشفى وقالت إن عدد القتلى وصل إلى 12 شخصا جميعهم من المدنيين. واشتكى سكان المحلية من أن قوات الجيش وصلت إلى المنطقة بعد انتهاء الهجوم. وكانت مواقع إخبارية مقربة للجيش السوداني أن الأخير تدخل لدحر هجوم قوات الدعم السريع على قرية الهدى.
ودان حزب الأمة في بيان له بتاريخ 19 يونيو 2024 هذا الاجتياح لمدينة الهدي الذي أدي لاستشهاد عدد من المواطنين العزل، وطالب قيادة الدعم السريع بوقف الاجتياحات للقري من قبل قواتها مهما كانت المبررات مما يعرض حياة المواطنين للخطر. وأكد البيان أن اتخاذ المواطنين الأبرياء دروعا بشرية واستنفارهم من قبل فلول النظام البائد في مواجهة الآلة العسكرية غير المتكافئة من قوات الدعم السريع في ظل الغياب التام لمن يوفر لهم الحماية من الأجهزة النظامية جريمة ضد المدنيين وأمر يؤكد عبثية هذه الحرب اللعينة التي يجب أن تتوقف فوراً.
كما أدان حزب المؤتمر السوداني هذه الجريمة الشنيعة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في حق اهلنا العزل في مدينة الهدى، و جدد الدعوة لقيادة هذه القوات التي استمرأت الولوغ في التنكيل بإنسان ولاية الجزيرة، الى التوقف فوراً عن التعرض للمدنيات والمدنيين الابرياء في قرى و مدن الولاية، ونؤكد ان كل هذه الجرائم والانتهاكات سيخضع مرتكبوها للعدالة وفق نصوص القانون لا محالة .
من جانبها، ذكرت لجان مقاومة الحصاحيصا أن قوات الدعم السريع شنت صباح أمس الأربعاء 19 يونيو 2024 هجوما على قرية “فارس الكتاب”، من قرى ريفي المسلمية وأن الهجوم أسفر عن مقاتل مجدي إبراهيم عثمان في منزله بعد أن إصابته بالرصاص.
على صعيد آخر، اتهمت قوات الدعم السريع في بيان لها الجيش السوداني بتصفية (50) مواطناً على “أساس عنصري” بعد حرق القرية (32) بمحلية أم القرى بولاية الجزيرة. ولم يتسن لراديو دبنقا تأكيد هذه المعلومات من مصادر مستقلة بسبب انقطاع شبكة الاتصالات في الولاية. من جهتها، أكدت مصادر في الجيش السوداني أن قوات الدعم السريع هاجمت القرية (32) صباح ومساء يوم الاثنين 17 يونيو 2024 وأسفر الهجوم عن مقتل 4 مواطنين.
وانسحبت قوات الدعم السريع من المنطقة بعد أن تعرضت ارتكازاتها في منطقة الخياري القريبة للقصف من قبل الطيران الحربي وتداول معلومات عن تحرك قوة من الجيش من الفاو في اتجاه القرية (32). وهذه المنطقة هي من مناطق التماس بين ولايتي الجزيرة والقضارف وتعتبر ذات أهمية إستراتيجية في إطار مساعي القوات المسلحة لاستعادة السيطرة على ولاية الجزيرة، فيما تمثل المنطقة مرتكزا لقوات الدعم السريع في خططها للهجوم على مدينة القضارف، عاصمة الولاية.
هدوء حذر في الفاشر
وتشهد مدينة الفاشر هدوء حذر منذ الساعات الأولى من صباح اليوم بعد توقف القصف المدفعي المتبادل بين قوات الدعم السريع والجيش السودان وتوقف المعارك في شمال المدينة بين قوات الحركات المسلحة والصادق الفكة من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى والتي استمرت طوال يوم أمس. وأسفرت عمليات القصف المدفعي العشوائي على معسكر أبوشوك عن مقتل 13 من النازحين إلى المعسكر وإصابة 25 منهم بجراح وتدمير ما يزيد عن 10 منازل.
واتهم حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، في تغريدة على حسابه على منصة اكس بإحراق قرية عروري بعد مداهمتها في أعقاب معركة ام بعار. ونشر مني اركو مناوي مقطع فيديو لمجموعة من قوات الدعم السريع وهي تتحرك داخل القرية فيما تتصاعد أعمدة الدخان من المنازل المحترقة. على ذات الصعيد، بثت قوات الدعم السريع مقاطع فيديو تؤكد دخولها لقرية عروري ووصولها حتى المركز الصحي.
المصدر: دبنقا