عداءٌ ظل مُستترًا منذُ العام 2013 م بين سلاح المُدرعات وقوات الدعم السريع حتى برز إلى السطح في العام 2019م، وذلك في اليوم الثاني لبيان الفريق أول عوض بن عوف، اليوم الذيّ ارتكزت فيه قوات من الدعم السريع جنوب سور المدرعات.
العداء الذيّ لم يكن وليد لحظة سقوط المخلوع عمر البشير كانت لهُ أسبابه فما أهمها؟
إبان تولى الفريق جمال عمر لوزارة الدفاع سعت قوات الدعم السريع لإمتلاك العنصر المدرع من روسيا حيثُ سافر جمال عمر سافر إلى روسيا بمعية قائد ثان قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو وذلك لإعطاء الصبغة الرسمية لصفقة الدبابات (عدد 100 دبابة T72 الروسية) ولكن هذه الصفقة فشلت بإتصالات تمت مع القيادة الروسية التى بدورها قالت للوفد أنها تتعامل فقط مع منظومة الصناعات الدفاعية في السودان وليس مع أيّ جهة أخرى.
القصة الكاملة لاحقا
شكلت المدرعات الموجودة في منطقة الزرق بولاية شمال دارفور وتحت سيطرة قوات الدعم السريع واحدًا من أقوى الأسباب التي خلقت هذا العداء بين سلاح المدرعات وقوات الدعم السريع فما أصل القصة؟
في العام 2017 م إبان قيادة اللواء الركن عصام كرار لسلاح المدرعات أرسلت عدد من المدرعات بلغت 54 قطعة مدرعة BTR، إلى منطقة الزرق وكان الغرض من إرسالها المشاركة في عمليات جمع السلاح في مناطق دارفور، وقد تم ذلك من خلال ثلاثة مراحل، وبعدد 3سرايا من الخرطوم وسرية واحدة من الفاشر .
مدرعات الخرطوم كانت من نوع BTR مدفع براون 14.5 ملم ومدرعات الفاشر من نوع BTR بمدفع 30 ملم
كانت كل هذه المدرعات بقيادة المقدم الأمين مصطفى ومعه 13 ضابطًا .
وقالت مصادر لـ”مونتي كاروو” إن آخر سريتين وصلتا من الخرطوم والفاشر في مارس من العام 2019م، تكاملت السرايا في منطقة الزرق وكانت بقيادة مقدم من قوات الدعم السريع وهو حمدان أحمد سعيد زكريا.
جمع السلاح
بدأت عمليات جمع السلاح في دارفور بمشاركة هذه المدرعات وكان توزيعها وفقًا لمعلومات “مونتي كاروو” ، 10 قطع مدرعة في كتم، ومثلها في الزرق ، 3 قطع مدرعة بمليط، 6 قطع بجبل عامر، على أن يتم الإحتفاظ بباقي المدرعات كقوة إحتياط في منطقة الزرق.
أما عمليات جمع السلاح فتمت في مناطق مستريحة، كبكابية، سرف عمرة ، السريف بن حسين، بينما ارتكزت المدرعات التي شاركت في الهجوم على مستريحة بعد تنفيذ العملية بجبل عامر.
منطقة الزرق
وأوضحت المصادر لـ”مونتي كاروو” أنهُ بعد المشاركة في عمليات جمع السلاح عادت تلك المدرعات إلى منطقة الزرق توطئة لإعادتها إلى كل من الفاشر والخرطوم حسب الخطة المرسومة ولكن قوات الدعم السريع ظلت تماطل في إعادتها حتى هذه اللحظة وهو الأمر الذي كرس في ذهن كل منتسبي سلاح المدرعات أن قوات الدعم السريع تريد أن تستولى على هذه القطع المدرعة دون وجه حق وأن على قيادة سلاح المدرعات إعادة هذه القطع المدرعة إلى عهدة سلاح المدرعات بإعتبار أن هذه المدرعات الآن منفتحة خارج إطار الإنفتاح الإستراتيجي للقوات المسلحة.
المصدر: مونتي كاروو