أخبار السودان :
تحرير اسعار الدواء كارثة كبري
منذ أن تم فرض سياسة التحرير الاقتصادي ومعاناة الناس في ازدياد لكن كان كل شيئ محتملا ، ومهما صعبت الامور وازدادت الضغوط فان الامور كانت تمضي بشكل او بآخر بعيدا عن المساس بقطاع الدواء وبالذات الأدوية المنقذة للحياة إذ ظلت تحت رعاية وإشراف الحكومة ويتم توفيرها وتوزيعها علي المستشفيات والمراكز الحكومية والي الصيدليات الخاصة عبر الإمدادات الطبية كجهة منظمة ومشرفة على هذا الأمر الهام بحيث تمنع المضاربات في هذه الأصناف وتتدخل لتوفير ما يلزم وتحديد الأسعار والإشراف على عملية وصول الدواء للمواطنين سواء عبر المؤسسات العلاجية والصحية الحكومية والخاصة دون تلاعب من اي جهة ، ومع ان اسعار بعض الأدوية كان مرتفعا وكثير من المحتاجين يصعب عليهم توفير ما يلزمهم منها الا ان الإشراف والرقابة تجعلان من دائرة التلاعب في هذا القطاع الهام دائرة ضيقة جدا ويسهل كشفها وحسمها ، لكن وباعلان الحكومة تحرير اسعار الدواء بشكل كامل فان معاناة المساكين سوف تتضاعف ويتم الوصول إلى القاعدة البعيدة جدا عن القيم والاخلاق والمروءة وهي ان العلاج أصبح سلعة تباع وتشتري ومن لم يستطع شراء ما يلزمه فهذا شأنه وكأن العلاج مسألة كمالية يقرر الإنسان متي يتناول الدواء ومتي يتركه.
قرانا قبل أيام خبرا عن النقص الحاد فى بعض الأدوية الهامة جدا وبعضها من الأدوية المنقذة للحياة والان وقد تقرر تحرير اسعار الدواء بالكامل فان المواطن موعود بمعاناة غير مسبوقة ومن الان – لا سمح الله – سيصبح العلاج وقفا على المستطيعين وهذا اشكال كبير يستدعي عمل الجميع لأجل علاجه والا فان كارثة كبري ستحل بالناس لاسمح الله، ونتمني ادراك البلد قبل ذلك.
سليمان منصور