تجنب الأحكام العمومية على الناس
من نافلة القول ان هناك أخطاء فادحة يقع فيها البعض ويمكن أن تؤدي إلى نتائج كارثية على الجميع لاسمح الله ، ولابد ان يعمل الجميع على اجتناب هذا الأمر والتعقل والحكمة في التعامل مع القضايا العامة ومن الضرورى جدا أن يتحلى الناس بالانصاف ويبتعدوا قدر المستطاع عن إطلاق الأحكام العمومية وعدم التثبت في الحديث عن الناس لان مغبة ذلك وبيلة كما نعلم.
ان من اولى قواعد العدل والانصاف ومراعاة المسؤولية ان لا ناخذ الناس بالتهمة والظنة وان نجعل المبدأ القرآني ولاتزر وازرة وزر أخرى حاكما على تعاملنا مع الآخرين وتقييمنا لاعمالهم والا كنا نمارس الظلم من حيث ندعي محاربته.
نقول هذا الكلام – والذي سبق أن أشرنا إلى نفس معناه في مقالات سابقة – ونحن نلاحظ ان كثيرين اخذتهم العصبية الجاهلية إلى الحكم على قبائل كاملة اومن ينحدرون من جهات جغرافية محددة بأنهم مجرمون وذلك باعتبار ان غالبية المجرمين المعتدين الهمج الرعاع المنضوين تحت امرة الدعم السريع والتابعين له المنخرطين في هذه القوات المعتدية هؤلاء مارسوا الظلم والعدوان والسرقة والنهب والاغتصاب والقتل بحق الأبرياء في عدة مناطق من السودان ، ولانهم ينحدرون – او اغلبهم – من قبائل معينة جاء حكم البعض على هذه القبائل بأنها مجرمة وهذا بلا شك خطأ فادح وظلم يرتكبه من يقول به فليس كل من جاء من الغرب مجرما وليس كل رزيقي او مسيري او هباني او سلاماتي ليس بالضرورة أن يكون من الدعم السريع او مسؤولا عن جرائم أبناء قبيلته في الدعم السريع.
ومن جميل ما كتب في هذا الباب قول الاستاذ محمد جلال هاشم وهو يتحدث عن الضعين عاصمة الرزيقات وهي قبيلة حميدتي وقادة الدعم السريع وشكل اولادها العمود الفقرى للقوات المقاتلة او القوة الصلبة في الدعم السريع، قال الأستاذ محمد جلال هاشم (في سياق حديث طويل له عن الرزيقات وعاصمتهم الضعين) :
من يدّع ن بأن أهلنا في الضعين هم جنجويد بالجملة لمجرد كونهم ينتمون لكرام أهلنا الرزيقات، هم ليسوا فقط مخطئون، بل هم ممن يُلحقون الإساءةَ بالأذى. ذلك لأن الجنجويد ليسوا سوى عصابة مجرمة لا قبيلةَ لها كما لا حاضنةَ اجتماعيةَ لها. فالمرءُ عندما يصبح مجرما، لا يرعى إلاًّ ولا ذمّةَ في والديه، دع عنك باقي ذوي قرباه. وكم وكم من ابنٍ مجرمٍ ملعون قام بسرقة والده ليهرب بعد ذلك. أما استفادة مليشيات الجنجويد من تراث الفزع مما قد يجود ويشعُر به الهدّاي أو الحكّامة، فهذه هي نفسها أجناس التراث الفولكلورية التي سوف تنقلب ضدهم عما قريب.
وواصل يقول :
أنقذوا الضعين ونيالا والجنينة وزالنجي من مليشيات الجنجويد، تنقذوا باقي السودان كله من هذه المليشيات المجرمة التي لا تعرف شيئاً بخلاف تسييل معالم نظامية الدولة واستبدالها بلانظامية اللادولة
وختم بقوله :
طويلٌ دربُ الآلام، لكنه ليس بسرمدي ولا أبدي، فإرادة الشعوب في استعادة الأمن وحكم القانون ونظامية الدولة هي التي تنتصر في النهاية ضد فوضى جحافل المغول وتتار العصر وعار العصر وشناره: مليشيات الجنجويد المجرمة!
سليمان منصور