تجددت الاشتباكات بالعاصمة السودانية الخرطوم، الأربعاء، بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط تبادل الاتهامات حول المسؤولية عن خرق الهدنة الإنسانية التي بدأت الثلاثاء على أن تنتهي الخميس.
يأتي ذلك فيما صرح السفير السوداني في أنقرة، نادر يوسف، للأناضول أن الجيش السوداني “نجح في ضرب العديد من خطوط الإمداد” لقوات الدعم السريع مؤخرا، خصوصا في العاصمة الخرطوم ومحيطها، وبالتالي فإن “حسم الجيش للوضع في العاصمة وتأمينها تدريجيا وارد جدا في الأيام المقبلة”. وأرجع البعد التدريجي للعملية إلى “حرص القوات المسلحة على عدم المساس بالمدنيين” في المناطق التي يتحصن فيها عناصر الدعم السريع.
وأفاد شهود عيان الأناضول أن الاشتباكات تجددت في محيط القيادة العامة والقصر الرئاسي وسط الخرطوم.
فيما ذكر آخرون أن مناطق صالحة والمربعات بمدينة أم درمان غربي العاصمة، تشهد معارك عنيفة بين الطرفين.
وعلى خلفية تجدد الاشتباكات، تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الاتهامات بالمسؤولية عن خرق الهدنة الإنسانية التي دخلت الثلاثاء حيّز التنفيذ لمدة 72 ساعة بوساطة سعودية أمريكية، بغرض “فتح ممرات إنسانية” إضافةً إلى متابعة عمليات “إجلاء الرعايا الأجانب”.
وقال الجيش في بيان نشره في صفحته على فيسبوك: “تتواصل خروقات المتمردين للهدنة المعلنة، وذلك بمحاولة الهجوم على مقر قيادة منطقة العاصمة المركزية للجيش وسط الخرطوم”.
وفي بيان سابق الأربعاء، ذكر الجيش أن “قوات المتمردين (الدعم السريع) لا تزال مستمرة في خرق الهدنة المعلنة يوم 25 أبريل، بقصف مدفعي على القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم”.
وأضاف: “ما زالت أتيام (فرق) القنّاصة مستمرة في إطلاق النار في المناطق المحيطة بمطار الخرطوم وحي المطار السكني ومناطق في بحري وأمدرمان”.
وأشار إلى تحركات كثيفة لأرتال عسكرية “مدحورة” للدعم السريع قادمة من كردفان (جنوب) ودارفور(غرب) لتعزيز قواتهم “المتراجعة” بالخرطوم، بحسب الجيش.
من جانبها، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بمواصلة خرق الهدنة وانتهاكها بشكل متعمّد.
وقالت في بيان: “هاجمت قوات الانقلابيين (الجيش) وفلول النظام البائد في آن واحد مواقع تمركز قوات الدعم السريع بالقصر الرئاسي، وأرض المعسكرات في سوبا جنوبي الخرطوم، وعدد من المواقع بالمدفعية والطيران الحربي”.
وأضافت: “ظللنا نحذر مرارًا وتكرارًا من تصرفات قوات الانقلابيين الجبانة التي تتنافى مع القانون الدولي الإنساني، وتتعارض مع الاتفاق المعلن للهدنة التي خصصت لفتح ممرات انسانية آمنه لتسهيل حركة المواطنين والمقيمين من رعايا الدول الأجنبية”.
واعتبرت القوات في بيانها أن عدم الالتزام الواضح من جانب الجيش بالهدنة “يؤكد بأن هناك عددا من مراكز اتخاذ القرار داخل قيادة القوات الانقلابية”، في إشارة إلى تعدد القيادات وتضارب مواقفها.
ومنذ 15 أبريل/ نيسان الجاري، تستمر في عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.
وعام 2013، تشكلت “الدعم السريع” لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المتمردة بإقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير النظامية وحفظ الأمن، قبل أن يصفها الجيش بأنها “متمردة” عقب اندلاع الاشتباكات.
المصدر: الاناضول