تبا لحزب يبني مصالحه على التطبيع
قبل أكثر من شهر وفى صحيفة الحراك السياسى جاء الخبر التالى :
اكّد حزب المؤتمر السوداني أنّ انقلاب البرهان، قطع أيّ خطوط تواصل معنية بالتطبيع مع إسرائيل ، وشدّد الناطق باسم الحزب نور الدين بابكر أنّ مسألة التطبيع مع إسرائيل يجب أنّ لا ينظر إليها بحساسية في إطار الخطاب الإسلامي الذي كان مهيمنًا على البلاد طيلة الثلاثة عقود الماضية،
وقال نور الدين بابكر بحسب صحيفة الحراك السياسي الصادرة يومها ،(نحن ننظر إلى إسرائيل بأنّها دولة مهمة وبالتالي يجب أنّ نصل معها إلى تفاهمات، في إطار الوصول إلى المنافع المشتركة، وأضاف فلسطين لم تعد قضيتنا المركزية )،
أليس هذا هو الفسق بعينه؟ الا يمكننا القول أن هذا الحزب المسخ بات يمارس العهر السياسى لا انه يتعاطى السياسة.
أليس هذا القول الغير مسؤول يجعل الحزب ساقطا فى ميزان القيم والاخلاق؟
هل الموقف من إسرائيل امر اقتضته ممالاة الإسلاميين والانقياد لهم والقول بقولهم حتى إذا ذهبوا وسقط مشروعهم وافل نجمهم وضعف نفوذهم بات علينا نفض أيدينا من معاداة إسرائيل وعدم القول بقولها؟
اليست إسرائيل هى هى منذ نشاتها مثال للظلم والحيف والاعتداء؟
اليست إسرائيل هى التى اعتدت على الشعب الفلسطينى وأحتلت ارضه وشردت أبناءه وجلبت شذاذ الآفاق من جميع أنحاء العالم لتقيم دولتها بناء على الغصب والقهر والاحتلال والظلم؟
الا يرى نور الدين بابكر وحزبه ماتمارسه القوات الإسرائيلية من عدوان يومى على الأرض والعرض وقتل للمطالبين بتحرير بلدهم؟
اليست المقاومة فعلا شريفا أخلاقيا مقبولا فى جميع الشرائع والاعراف؟ أليس ما يقوم به الشعب الفلسطينى من مقاومة هو فعل تسنده كل الشرائع والاعراف والقوانين؟ كيف لهذا الحزب المسخ والناطق باسمه ان يقولا انه لاشان لهما بقضية فلسطين؟ أليس شعب فلسطين تجسيد حى للمظلومية واجلى مصاديقها ؟ أليس من القيم التى دعت لها الأديان وتدعمها الفطرة السليمة ان نناصر المظلوم؟ ايستقيم ان نجاهر بالتخلى عن نصرة المظلوم وندعو لإقامة علاقات طبيعية مع المجرم القاتل المخالف لسنن الطبيعة وقواعد العدل والانصاف؟
وقال بابكر بحسب صحيفة الحراك السياسي الصادرة يومها، “”نحن ننظر إلى إسرائيل بأنها دولة مهمة وبالتالي يجب أن نصل معها إلى تفاهمات في إطار الوصول إلى المنافع المشتركة. وأضاف “فلسطين لم تعد قضيتنا المركزية”.
ونقول له قرر ماتشاء وانت حر طالما تتكلم باسم حزبك لكن لاحق لك ان تحدد ان هذه مصالحنا وبهذه الطريقة نحققها وبتلك الطريقة نعطلها ، ان كنت تتكلم عن مصالح شخصية وحزبية فانت وشانك لكن ليس لك الحق ان تقرر فى مصالح اهل السودان فالجميع شركاء فى هذا الشأن وكما ترى ان من الأفضل الصلح مع اسرائيل يرى آخرون ان هذا الموقف لايتسق مع القيم والاخلاق وان إسرائيل كيان معتد ظالم لايمكن التوافق معه ، وهناك من يراه فاقدا لشرعية الوجود اصلا وليس الخلاف فى جواز التعامل معه من عدمه ، والغريب قولك ان فلسطين لم تعد قضيتكم المركزية ونسألك اترى إسرائيل ظالمة غاصبة معتدية ام لا؟ وهل تجيز لك أخلاقك ومسؤوليتك واحترامك ان تضع يدك فى يد الظالم وتغض الطرف عن ظلمه وبطشه وسوء فعله وتتنكر للمظلوم تحقيقا لمصالحك ، تبا لك ولمصالح تأتى على حساب وعذابات المظلومين ودمائهم.
سليمان منصور