تباين قوى الثورة يؤخر الانتصار
حديث كثير يتم تداوله فى الوسائط وعبر المنتديات يقول ان من أسباب تأخير انتصار الثورة تباين قوى الثورة وشدة الخلافات بين بعضها إلى درجة جعلت بعض الأحزاب كالحزب الشيوعى مثلا يهاجم بقوة حزب المؤتمر السودانى ويعتبره ساعيا لسرقة الثورة والالتفاف على الثوار وتأخير انتصارهم عبر التظاهر بالتحرك ثوريا ومناهضة العسكر فى الظاهر بينما فى الواقع تجرى توافقات فى الخفاء ومفاوضات تحت المنضدة مما يجعل الحالة الثورية ادعاء ليس إلا ، وما قاله الحزب الشيوعى عن حزب المؤتمر السودانى قيل مثله فى حق حزب الأمة ، واخرج كل من الحزبين بيانا كلا على حده ، واتفقا على أن لا يردا على الحزب الشيوعى واعتبرا ان المهم الآن التصدى للانقلابيين واخراج البلد من ازمتها ، وقالت البيانات ان الحزب الشيوعى يريد صرف اهتمام الجميع عن الثورة وخدمة العسكر باجهاض الحراك الثورى.
شباب الثورة الذين قدموا التضحيات وسقط منهم عشرات الشهداء فى سبيل الوصول بالبلد إلى بر الامان وارساء الحكم المدنى ، وقفوا اليوم بقوة فى وجه اى اتجاه للتفاوض مع العسكر او الوصول معهم لاتفاق معتبرين انه لا حل مطلقا لمشكلة البلد الان الا بابتعاد العسكر بشكل كامل من المشهد.
شباب المقاومة هؤلاء يلزم ان ينتظموا فى تشكيل سياسى يمثلهم ويفاوض باسمهم واذا تم تشكيل مجلس النواب المرتقب يلزم ان يكون هناك تشكيل سياسى يمثل هؤلاء الشباب حتى يتم عبره اختيار ممثليهم فى البرلمان ، وما لم يتم تاسيس هذا الكيان فلن يجد شباب لجان المقاومة مجالا لتمثيلهم فى البرلمان وهذا ما تسعى له بعض القوى السياسية التى تجتهد لابعاد هؤلاء الشباب من المشهد القادم وهذا الصراع هو الذى يجهض الثورة ويمنع او على الاقل يؤخر الانتصار.
ومن المناسب هنا أن نشير الى ما كتبه عثمان محمد حسن فى هذا الباب إذ قال :إن عدم اتفاق قوى الثورة جراء السباق النَهِم من طرف قحت وكيانات أخرى لقيادة فعاليات الثورة أدى إلى منع وصول الثوار إلى صيغة مثلى لإسقاط الانقلاب ، وأعطى قوى الثورة المضادة وقوداً للتطاول على الثورة ساعيةً لكسر شوكتها بمتنوع الأساليب ، دفعاً لمخططات بني كوز ، عبر البرهان المتعطش للسلطة والتسلط..
سليمان منصور