تأثير أزمات العالم في رئاسيات أمريكا
تحدثنا من قبل عن تأثير أحداث عالمية كبري على الانتخابات الامريكية ، وليس هناك أبرز الان من طوفان الأقصى الذي أثر بشكل كبير على الراي العام في الغرب وبالذات أمريكا التي شهدت جامعاتها حراكا طالبيا كبيرا لفت أنظار كثيرين إلى أحداث غزة وجرائم إسرائيل بحق النساء والأطفال وتواطؤ حكومات غربية مع الحكومة الإسرائيلية ، وبحسب الملاحظ فان الشباب أبعد من الوقوع في براثن الدعاية الصهيونية والتأييد الاعمي لإسرائيل ففيهم انصاف وبعد عن الانقياد المطلق إلى اللوبي الصهيوني ،
ولعل متغير العمر للناخب يمثل أحد الأبعاد ذات الدلالة، فالملاحظ أن هناك علاقة واضحة بين العمر ودرجة التأييد لإسرائيل، وهو ما اتضح في معركة طوفان الأقصى، فكلما تقدم الفرد في العمر كان تأييده لإسرائيل أعلى والعكس صحيح، وهو ما يفسر عدم اتساق الأمريكيين من عمر 30 عاماً فما دون مع مواقف بايدن من الحرب في غزة، كما أن السود الأمريكيين أصبحوا أكثر نقداً لإسرائيل، وهو تيار تنامى بهدوء منذ حرب 1967، ويعمل على المقارنة بين الاضطهاد والعنف في المجتمع الأمريكي تجاه السود وبين العنف الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين.
و إذا كانت بعض الشرائح في المجتمع الأمريكي قد تراجعت عن تأييد بايدن بسبب موقفه من “إسرائيل”، فإن موقف ترامب من الحرب الأوكرانية الروسية قد يفقده قدراً من تأييد الناخب الأمريكي نظراً لمعارضته مساندة أوكرانيا، إلى جانب مديحه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. أما بخصوص أصوات اليهود فإن كلاً من المرشحين (بايدن وترامب) لا يحبذان بقاء نتنياهو في السلطة، وهو ما يؤثر بقدر بسيط على التصويت لأي منهما من قبل اليهود الأمريكيين المساندين لنتنياهو.
لكن الظرف العام في أمريكا وشخصية ترامب قد تنطوي على احتمال وقوع “اضطرابات اجتماعية” حادة خلال أو بعد الانتخابات، مما يعزز من انكفاء الولايات المتحدة نحو أوضاعها الداخلية.
سليمان منصور