تآمر عربي غربي صهيوني على بلدنا
ليس خافيا على احد حجم التآمر الكبير الذى يحاك على السودان ، ومدى الاستعداد لدى دوائر الصهيونية العالمية والغرب ككل لفعل اى شيئ يقعد بهذا البلد عن الاستقرار والتنمية ، فبلادنا كما نعلم تمثل الجسر الـ عربي والإسلامى مع أفريقيا ، وفيها تجمعت كل عوامل القوة التى تفضى إلى نهضة شاملة تنعكس إيجابا على قاطنيها وجيرانهم ، فالسودان بلد بكر فى كل شيئ ولم تستغل موارده الطبيعية بعد ناهيك عن الموارد البشرية الهائلة التى تمثل بنفسها احد اهم ركائز التنمية والنهضة ، وبلادنا بحمد الله تتوفر على حجم كبير وخير كثير فى هذا الجانب ولله الشكر والمنة.
ومن المعروف ان الصهاينة كانوا يمثلون بمكرهم وخداعهم احد الاطراف الفاعلة فى التآمر على السودان والعمل على تفتيته وإنهاء وجود هذا الكيان المسمى بالسودان
والذى يجمع بين حدوده من الخير ما يجعله محلا لطمع الأعداء ، وفى هذا الصدد نذكر بالمخطط الـ صهيوني الـ غربي الذي تحدث عنه وزير الأمن فى حكومة العدو آفي ديختر وكان ذلك فى أغسطس 2008 فى محاضرة بمعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي وتناولت الاستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة ونتعرض اليوم لما يخطط له العدو عن السودان.
قال ديختر إن السودان بموارده ومساحته الشاسعة من الممكن أن يصبح دولة إقليمية قوية منافسة لدول مثل مصر والعراق والسعودية، وإنه يشكل عمقاً استراتيجياً لمصر، وهو ما تجسّد بعد حرب 1967، عندما تحول إلى قواعد تدريب وإيواء لسلاح الجو المصري والقوات الليبية، كما أنه أرسل قوات مساندة لمصر في حرب الاستنزاف عام 1968. وبناء عليه، بحسب ديختر:
– لا يجب أن يسمح لهذا البلد بأن يُصبح قوةً مضافةً إلى قوة العرب.
– لا بدَّ من العمل على إضعافه وانتزاع المبادرة منه لمنع بناء دولة قوية موحدة فيه.
– سودان ضعيف ومجزأ وهشّ أفضل من سودان قوي وموحّد وفاعل.
– ما سبق يمثل من المنظور الاستراتيجي ضرورة من ضرورات الأمن القومي الإسرائيلي.
ونقول انه كلام صريح من المسؤولين الصهاينة فى انهم سيعملون بالضرورة على أضعاف السودان ومنعه من الاستقرار بل وتمزيقه ونشر الفتنة بين ربوعه فاين ياترى نقف اليوم من هذا المخطط الخبيث؟ وهل نعى أبعاد مايحاك ضدنا؟
لا أحد ينازع فى ان حكومة عمر البشير كانت متراخية ولم تعمل بشكل جاد لمواجهة المخططات الصهيونية الغربية لتفتيت السودان ، ومثل انضمامها إلى التحالف المعادى لمحور المقاومة حيث قطعت العلاقات مع إيران واوقفت مساهماتها فى إيصال السلاح إلى غزة وارتمت بشكل كامل فى حضن العرب المتصهينين وجاء العدوان على اليمن ومثل انضمام السودان إلى المعتدين مثل هذا الأمر تماهيا كاملا مع الحلف العربى الصهيونىيومع ذلك لم يجاملها حلفلؤها الجدد وإنما واصلوا مساعيهم
لتنفيذ مخططاتهم بشان السودان ، وبعد سقوط نظام الانقاذ ومجيئ حكومة الفترة الانتقالية لم يجد الصهاينة اى عناء فى المضى قدما نحو مايريدون ، تساعدهم فى ذلك عوامل عدة منها ضعف وهشاشة الوضع الجديد والانفلات والسيولة الامنية التى سادت والنشاط الغير مسبوق لأجهزة مخابرات عربية واجنبية فى الساحة كل ذلك مهد الطريق بشكل أفضل أمام الصهاينة للعمل وفقا لخطتهم التى يريدون خاصة وقدانكشف السودان أمام الخارج بمخابراته وخططه ومخططاته، فسيطرت دولة الإمارات (يد إسرائيل فى المنطقة ) على المشهد السوداني بالتعاون مع بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي والكيان الـ صهيوني ، وتمكّنت أبوظبي من التاثير وتشكيل مؤسسات السلطة الانتقالية، وجاء لقاء البرهان نتنياهو فى سياق تنفيذ الخطة الإسرائيلية ثم القمة الرباعية التى جمعت البرهان وحمدوك مع ترامب ونتنياهو أسفيريا
وقيام مجلس الوزراء بإلغاء “قانون مقاطعة إسرائيل” الساري المفعول منذ عام 1967، ثم مبادرة مجلس الوزراء إلى التوقيع على “اتفاقية أبراهام”، ثم الحديث مع الجانب الإسرائيلي عن التعاون المشترك في جوانب مختلفة، من بينها إقامة مشروعات زراعية في مواقع قرب النيل وموقع في شرق السودان يشتبه في أنه يراد له أن يحمل الطابع الـ صهيوني الذي يجمع بين الاستيطان والإنتاج، وخصوصاً أنَّ بعض المرويات التراثية الصهيونية تتحدَّث عن قداسة الأرض المقترح إقامة المشروع عليها وملاءمتها لتكون مستوطنة تجمع بعض الفلاشا الذين ضاقت بهم أرض فلسطين وأولئك المقيمين داخل إثيوبيا ، وذلك من خلال تعاون عربي وإقليمي، وبمباركة من حكومة حمدوك. ثم رسالة حمدوك السرية الى الامم المتحدة بالتعاون مع السفير البريطاني والتى تطلب إرسال بعثة اممية لتشرف على الامور فى البلد ثم جاء اعتماد نهج البنك الدولى والقبول بسياسته المخالفة للاستقلال والعزة والكرامة، كل هذا وغيره جزء من البنود المرسومة سلفا فى هذا الباب وهكذا بدا الصهاينة وحلفاؤهم العرب فى تنفيذ مخططهم ضد السودان ، وما ذكرناه جزء يسير من ادوار بعض الساسة السودانيين فى هذه المؤامرة القذرة.
إنَّ بلادنا الان وبكل اسف تعيش حالة من الضعف والعجز وفقدان الإرادة لم يسبق لها مثيل، والحالة هذه تشي ببداية تحقق ما أراده الصهاينة وكشف عنه آفي ديختر في محاضرته.
سليمان منصور