أخبار السودان :
تآكل الردع الاسرائيلى
تاسست دويلة الاحتلال الصهيونى على قاعدة ان تصبح هي الاقوى والأكثر جاهزية من كل الدول المحيطة بفلسطين المحتلة ، وان تحافظ على تفوقها العسكري والأمني ، وتظل هي التي تفرض شروطها على الآخرين ممن هم بجوارها ، وتقرر ما تراه مناسبا لها دون مراعاة او وضع في الاعتبار لاي حق للغير ، فهي ذات السطوة واليد الطولى ، وليس بمقدور جهة ان تعترض عليها.
وتمددت وزادت طموحاتها فأصبحت تقضم أرضا هنا واخرى هناك إذ لم تكتف بالاراضي التي احتلتها لحظة قيامها المشؤوم والتي عرفت باسم اراضي الثمانية وأربعين وإنما احتلت المزيد من الأراضي فكانت الضفة الغربية وغزة والجولان وسيناء وجزء من الاردن ، وتمددت شمالا إلى لبنان حتى وصلت إلى بيروت وشهيتها مفتوحة وعينها على مشروعها التوسعي الكبير حيث تسعى الى تكوين إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ، وحشدت الدعم ووقف معها الغرب الظالم وتغاضي عن جرائمها الشرق الغير قيمي ولا أخلاقي ، بحثا عن مصالحه في عالم منافق لايري للحق قدسية ، ولا يوجب على نفسه مواجهة الظالم ونصرة المظلوم.
وفي خضم هذا التطاول الصهيوني المدعوم بالاستكبار وظلم الغربيين ، ومع الخنوع والهوان الذي تعيشه حكوماتنا العربية والإسلامية – الا من رحم ربي – ، ومع الضعف والخوار الذي إعترى منظمة دول عدم الانحياز واليأس الذي لازم بعض حركات التحرر والأحزاب القومية ، مع كل هذه الأوضاع بالغة السوء قامت جبهة الرفض والممانعة وارتفعت رايات المقاومة والتحرير ، وعمل الجميع على بث روح الأمل في إمكانية هزيمة اسرائيل ولجم توسعها وزيادة فرص نجاح العمل ضدها لاجبارها على التخلي عن مشروعها الاحتلالي البغيض ، ورويدا رويدا ازداد اوار نار المقاومة وقوي عودها ونضجت واضحت واقعا معاشا حيا بين الناس ، وراينا كيف تغيرت المعادلات وأصبح العدو المجرم اكثر خوفا واشد رعبا من اي وقت مضى حتي ان الشاب الفلسطيني الاعزل من السلاح فقط يحمل مقلاعا وحجارة ، هذا الطفل نراه يخيف الجندي الصهيوني المدجج بالسلاح ، وكم من مرة هزم ايمان الفلسطينى بحقه جوغة الصهاينة رغم توفر السلاح بيدهم.
وتطورت مسيرة المقاومة حتى اضحت اليوم تمتلك الصواريخ والمسيرات ومن قبل ذلك عزيمة صلبة لاتلين وعزم راسخ لا يتزحزح ، وخرج شباب فلسطين مابين قائد لعربته و حامل للسكين واخرون يطلقون الصواريخ ويرسلون المسيرات لتدك عرش الصهاينة وتصيبهم بالرعب الي أن أنهى هؤلاء الشباب اسطورة الجيش الذي لا يقهر ، وتراجعت شيئا فشيئا قدرة إسرائيل على الردع وأصبحت عند الكثيرين مجرد نمر منزوع المخالب والانياب يزمجر فقط لعل اعداءه يخشون سطوته وقوته التي انتهت.
نكتب هذا ونحن لم نتطرق بعد الي القوة الفعلية لمحور المقاومة والتفوق النوعي الكبير لحزب الله كاحد اهم فصائل المقاومة ذو التاثير الذي لايمكن لأى احد ان ينكره ، هذا فضلا عن المقاومين في اليمن والعراق وسوريا.
وستظل اسرلئيل مردوعة وجلة بعيدة عن الاستقرار بعد اليوم.
سليمان منصور