يصعب محو بعض التجارب التي يمرّ بها المرء أيام الطفولة. ينطبق هذا على الصغار من نزلاء بيوت الأطفال في جمهورية ألمانيا الشرقية السابقة.
كان قد تم استضافة نحو نصف مليون طفل وفتى في بيوت تديرها الدولة، بجمهورية ألمانيا الديمقراطية الشيوعية السابقة، التي أقيمت خلال الفترة بين 1949 إلى عام 1990، وهو العام الذي شهد توحيد الألمانيتين.
تشير دراسة أجريت مؤخراً إلى أن تلك البيوت ما زالت تترك آثارها السلبية على كثيرين ممن أقاموا فيها. فما زالوا يشعرون حتى اليوم بآثار العنف والإهمال اللذين تعرضوا لهما.
وأجرت الدراسة الجمعية البحثية تستيموني، تحت مظلة جامعة ليبزغ، وتناولت بالبحث تجارب الأشخاص الذين تضرّروا.
وأجرت تستيموني لقاءات مع 273 رجلاً وامرأة، تتراوح أعمارهم بين 36 إلى 84 عاماً، وتراوحت فترة بقاء الأطفال في تلك البيوت، في مختلف أنحاء ألمانيا الديمقراطية، من شهرين إلى 18 عاماً.
ويلاحظ أنه في جمهورية ألمانيا الغربية السابقة، وفي غيرها من الدول الأوروبية، اتصفت بيوت كثيرة للأطفال، خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، بممارسات العنف وسوء المعاملة، والتي كان يتم التعامل معها بعد فوات الأوان، وأحيانا يتم التغاضي عنها.
وأكد الباحثون أنه كانت هناك أيضاً جوانب إيجابية في حياة الأطفال، في بيوت الاستضافة بألمانيا الشيوعية، وقال أحد الذين شملتهم الدراسة: “هذه الفترة مثلت نقطة تحول نحو الأفضل في حياتي”.
غير أن 80 % ممن أجري عليهم البحث، قالوا إنهم تعرّضوا للإهمال العاطفي، بينما قال 47% إنهم تعرضوا للاعتداء البدني، و41% إنهم تعرضوا للاعتداء الجنسي، وقال كثيرون منهم إنهم عانوا من الاكتئاب، ومن اضطراب ما بعد الصدمة في وقت لاحق من حياتهم.
وتشير الدراسة إلى أن كثيراً من النزلاء السابقين بدور الأطفال، في جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة، تنتابهم مشاعر من الألم والاغتراب، ويقول أحد الباحثين المشاركين في إعداد الدراسة إن الأمر السيئ بشكل خاص لمعظم أولئك الأطفال السابقين، أنه تم منعهم من تطوير شخصياتهم وتنميتها.
وظهرت هذه السلبيات، بعد مرور سنوات، على شكل مشكلات في علاقاتهم، وأيضاً في مجالات أخرى من حياتهم، وتتضح هذه المشكلات في حقيقة أن واحداً من كل خمسة من النزلاء السابقين الذين خضعوا للدراسة البحثية، أمضى فترة في السجن على الأقل مرة واحدة منذ تركه بيت الأطفال.
المصدر : (د ب أ)
أخبار السودان :