بيان الجزائر خطوة فى الطريق الصحيح
حالة الانقسام الفلسطينى والتباين الحاد التى يعيشها السياسيون وقادة الفصائل أثرت سلبا على مسيرة النضال ، ووقفت بوجه توحيد الجهود التى سعى لها المخلصون ، وعملوا على وضع حد لهذه الحالة الشاذة التى تخدم العدو وتعيق عمل المقاومين على الأرض ، وتاتى سلبا على عموم العمل المقاوم.
ونعرف جميعا أن هذه الانقسامات والخلافات تكثر بين السياسيين ، ولاظهور لها وسط المقاومين الذين يجمعهم العمل العسكرى ضد العدو الغاصب ، لكن من المؤكد أن هذه الانقسامات تنعكس سلبا على جهود المقاومين ، وتجعل من الساحة الجهادية عرضة للفتن والخلافات.
وكثيرة هى محاولات الحادبين من أبناء أمتنا لراب الصدع الفلسطينى
وتوحيد الجهود لتنسيق العمل المقاوم ، ومن هذه الأدوار الطليعية ما ظلت تقوم به الجزائر حكومة وشعبا من اهتمام بالمصلحة الفلسطينية فى ظل الاهتمام الكلى بقضية فلسطين باعتبارها القضية المركزبة للأمة ككل.
ونعرف جميعا أن الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات قد أعلن من الجزائر قيام الدولة الفلسطينية لكن العراقيل التى ظل يمارسها الاحتلال حالت دون تحقيق هذا الحلم رغم تواضعه وقبوله بحل الدولتين لكنها إسرائيل التى لاتريد خيرا لاحد.
ومواصلة لجهود الجزائر الرامية الى إنهاء الانقسام الفلسطينى فقد رعت الجزائر مبادرة توحيد الفصائل الفلسطينية المتشاكسة ، وإنهاء حالة الانقسام التى ظل الشعب الفلسطينى يعانى منها ، وبات العدو يراهن عليها ، ويعمل على استثمار ها ، وذاك بجعل الفلسطينيين فى حالة نزاع مستمر وتباعد عن بعض.
القيادة الجزائرية وجهت الدعوة للقوى السياسية الفلسطينية، للم الشمل وإنجاز المصالحة قبيل مؤتمر القمة العربية الذى تحتضنه الجزائر قريبا.
وعلى الرغم من ان أبناء فلسطين أصيبوا بخيبات أمل كبيرة من جولات سابقة في القاهرة وصنعاء والدوحة ،
الا ان علاقة الجزائر الطيبة بكل الفصائل ورغبتها الأكيدة فى إنهاء حالة الانقسام الحاد جعلت الأمل يكبر بنجاح هذه المحاولة فى أحداث اختراق مهم والانطلاق إلى ما هو أفضل.
إن ابناء فلسطين يتطلعون إلى إنهاء الانقسام الذي أصبح سيفاً مسلطاً على قضيتهم ، خاصة أن الاحتلال استثمر الانقسام لفرض الوقائع على الأرض ، بالتهام الأرض الفلسطينية، وبناء المستوطنات وقتل الفلسطينيين بشكل وحشي ، إذ لا يكاد يمر يوم الا ونشاهد الجرائم الإرهابية بحق الشعب الفلسطينى وللأسف المجتمع الدولي يصمت صمت القبور.
ولابد من الإشادة بالدبلوماسية الجزائرية التى تتحرك في كل مكان من أجل إزالة الاحتقان والتوتر بين الدول العربية ، بغية انجاح القمة العربية القادمة واخراجها بصورة زاهية تسر الناظرين ويكون عمادها وسدى لحمتها انجاز المصالحة الفلسطينية التى يؤمل الكثيرون فيها ، وهذا ما نجحت فيه الجزائر التى شكل بيانها الاخير خطوة فى الطريق الصحيح ، وقد جاء بيان الجزائر فى هذا الصدد مبشرا ، مع أمنياتنا بالمزيد من النجاحات فى طريق تحرير القدس.
سليمان منصور