ضمن إطار أعمال منتدى بطرسبورغ الاقتصادي العالمي، عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء أمس الجمعة لقاء مع ممثلين عن وسائل إعلام دولية كبرى.
وتحدث بوتين خلال اللقاء الذي نظمته وكالة “تاس” الروسية الرسمية مع مدراء وكالات إخبارية كبرى من النمسا وبريطانيا وألمانيا والهند وإسبانيا وإيطاليا وقطر والصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وتركيا وفرنسا واليابان، عبر تقنية مؤتمر الفيديو.
وأقر بوتين في الكلمة الافتتاحية بأن لقاءاته السنوية مع الصحفيين الأجانب ضمن أعمال منتدى بطرسبورغ تضيف “للأمور متعة أكثر”، قائلا إنها بمثابة “حبة زبيب في طبق حلوى”.
وأجاب بوتين خلال اللقاء عن أسئلة متعلقة بطيف واسع من الملفات الدولية الأكثر إلحاحا.
وخاصة تحدث بوتين عن محاربة جائحة فيروس كورونا في العالم، داعيا الدول إلى توحيد جهودها من أجل دحر كل بؤر تفشي الوباء على مستوى العالم بغية منع تجدد انتشاره.
وأعرب الرئيس الروسي عن أمله في أن تدفع التحديات الجديدة الناجمة عن الجائحة دول العالم إلى التخلي عن القيود المسيسة بحق بعضها البعض، مشددا على أنه لا يجوز تطوير العلاقات بين الدول وفق مبدأ “الصداقة ضد طرف ثالث”.
وأشار بوتين إلى أن روسيا، بفضل تخصيص نحو 4.5% من ناتجها المحلي الإجمالي لمحاربة كورونا، تمكنت من حل عدد من المسائل المهمة في هذا المجال، وأشاد بفعالية لقاح “سبوتنيك V” الروسي (وهو أول لقاح ضد الفيروس التاجي تم تطويره على مستوى العالم).
كما تطرق بوتين إلى الملف النووي، مؤكدا معارضة موسكو لانتشار الأسلحة النووية في العالم.
وقال الرئيس في هذا الصدد إنه يجب حل قضية الترسانة النووية لكوريا الشمالية من خلال تقديم ضمانات أمنية إلى بيونغ يانغ وليس عبر عقوبات جديدة.
وأكد بوتين أن روسيا تعمل على تطوير أنواع جديدة من الأسلحة، مشددا في الوقت نفسه على أنها لا تنوي إخافة أحد بذلك.
وفيما يخص الوضع في الشرق الأوسط، أكد بوتين أن حل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي يمثل شرطا ضروريا لتحقيق استقرار المنطقة، مبديا استعداد موسكو للعمل مع جميع الأطراف من أجل إنجاز هذا الهدف.
وبين المواضيع الأخرى، كشف الرئيس الروسي خلال اللقاء عن توقعاته من اجتماعه القادم في سويسرا مع نظيره الأمريكي جو بايدن.
وقال بوتين إنه لا يتوقع حدوث انفراجة في العلاقات بين البلدين نتيجة لهذه القمة لكنه يأمل أن تكون المفاوضات بينهما بناءة، نظرا لوجود مصالح مشتركة بين موسكو وواشنطن.
ودعا بوتين واشنطن إلى تعلم احترام مصالح روسيا لتطبيع العلاقات بين الدولتين، محذرا من أن الولايات المتحدة تواجه “مشكلة عادية خاصة بالإمبراطوريات”وتخطو خطى الاتحاد السوفيتي من خلال “خلق مشاكل لن يستطيعوا تحملها”.
كما تطرق الرئيس الروسي بوتين إلى العلاقات بين بلده ودول أخرى، منها قطر (وهي ضيف الشرف في الدورة الحالية من منتدى بطرسبورغ)، مؤكدا أن التعاون بين موسكو والدوحة اكتسب طابعا شاملا ومبنيا على الثقة المتبادلة.
المصدر: “تاس”