قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، إنّ أوكرانيا “قد تكون مستعدة للدخول في نقاش بشأن السلام فقط عندما تنفد مواردها، لكنّها ستستغل أي توقّف محتمل للقتال لإعادة التسليح”.
وخلال لقائه مع منسقي الجلسات في منتدى “الشرق الاقتصادي” المنعقد في مدينة فلاديفوستوك، أضاف بوتين أنّه “لا توجد نتائج للهجوم الأوكراني المضاد”، مشيراً إلى أنّ أوكرانيا فقدت أكثر من 70 ألف عسكري، وخسرت 543 دبابة و18 ألف عربة مدرعة.
وأكّد بوتين أنّ تسليم مقاتلات “أف-16” لأوكرانيا “لن يؤدي إلّا إلى إطالة أمد النزاع”، مشدداً على أنّ “استخدام اليورانيوم المنضب في الذخائر جريمة”.
يُذكَر أنّ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اعترف، في وقتٍ سابق، بالوتيرة البطيئة للهجوم المضاد، مطلقاً الوعود بتسريعه في وقتٍ قريب، مستنداً في ذلك إلى أنّ قوات كييف “تقوم بالتدريج بتذليل عقبة حقول الألغام”، وهو الحديث الذي أثار موجةً من الانتقادات.
وأفاد البيت الأبيض، في وقتٍ سابق، بأنّ الهجوم الأوكراني المضاد “لم يكن ناجحاً كما توقّع حلفاء كييف، وأنّ أداء القوات الروسية يفوق توقعاتهم”.
وكان الرئيس الروسي أكّد فشل الهجوم الأوكراني المضاد، مشيراً إلى أنّ الجيش الروسي كبّد كييف خسائر فادحة في قواتها العسكرية، ونجح في تدمير عددٍ قياسي من المعدات العسكرية الغربية، التي قُدّمت إلى أوكرانيا.
اقرأ أيضاً: “اليورانيوم المنضّب”.. هل يؤثر في مناطق الصراع في أوكرانيا وفي أوروبا عموماً؟
سلاح “غير مسبوق”
في سياق آخر، أعلن بوتين أنّ روسيا تعمل على تصنيع سلاح “غير مسبوق” بخصائص فيزيائية متميزة وباستطاعته ضمان الأمن في أي بلد.
وأوضح بوتين، أنّ الأسلحة المصنّعة بخصائص فيزيائية فريدة تعتمد على استخدام التكنولوجيات ومبادئ التشغيل الحديثة نوعياً أو غير المستخدمة سابقاً، وتشمل هذه الأنواع أسلحة الليزر والأشعة فوق الصوتية والترددات الراديوية وغيرها.
وأضاف: “إذا نظرنا إلى قطاع الأمن، فإنّ الأسلحة المصممة بناءً على ميزات فيزيائية جديدة ستضمن أمن أي بلد في المستقبل القريب، وإنّنا نفهم جيداً هذا الشيء ونعمل على تحقيقه”.
“مراكز قوى جديدة”
وبشأن التطورات العالمية، قال بوتين إنّ “الاقتصاد العالمي يشهد تغيّراً لأنّ الدول الغربية تخرب بأيديها المنظومات الاقتصادية والمالية والزراعية”.
وأشار بوتين إلى أن “حجم التجارة بين روسيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ ارتفع بنسبة 13.7% على مدى العام الماضي، وبنسبة 18.3% خلال النصف الأول من العام الجاري”.
كذلك، لفت الرئيس الروسي إلى أنّ “أفريقيا تعدّ أولوية استراتيجية بالنسبة إلى روسيا”، كما أنّ “الشرق الأقصى يعدّ مهمة استراتيجية على مدار القرن الـ21”.
وفي السياق، بيّن بوتين أنّ “الغرب يسعى لكبح التطور في الصين، لكنّهم تأخّروا وفاتهم القطار”، حيث “ستتطور مراكز جديدة للقوى”.
وأوضح أن ما نراه “عملية موضوعية والأمر ليس في الصين فحسب، بل وفي الهند وإندونيسيا أيضاً، حيث ستتطور مراكز قوى جديدة، ومحاولات احتواء الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة ستنعكس عليها فقط بالضرر”.
اقرأ أيضاً: “وول ستريت جورنال”: موسكو وبكين تتحديان النظام العالمي بقيادة واشنطن
إنتاج الغاز الطبيعي من القطب الشمالي
وفي الشأن الطاقوي، أفاد بوتين بأنّ “القطب الشمالي سينتج 64 مليون طن سنوياً من الغاز الطبيعي المسال بحلول 2030.
وأضاف بوتين أنّ دمج خطوط أنابيب الغاز في شرقي وغربي روسيا سيجعل تجارة الغاز أكثر مرونة، إذ تعمل موسكو على إعادة توجيه المزيد من صادراتها من الطاقة إلى شركائها في الشرق بعيداً عن دول الغرب.
وفي تموز/يوليو الفائت، أطلق الرئيس الروسي، الخط الأول من مشروع “أركتيك أل أن جي2” (أركتيك للغاز المسال 2) في مدينة مورمانسك، وهو مشروع هائل للغاز الطبيعي المسال (LNG) في القطب الشمالي انسحبت منه المجموعة الفرنسية توتال-إنرجي في 2022.
وشدّد بوتين على أهمية مشاريع إنتاج الغاز الطبيعي المسال، مؤكّداً أنّ لها تأثيراً شاملاً على اقتصاد البلاد بأكمله، وتمكّن روسيا من استعادة الحصة الضرورية في السوق العالمية.
ويقع هذا المشروع، الذي تقدّر قيمته بـ21 مليار دولار، في شبه جزيرة جيدان على بعد نحو 30 كيلومتراً عن أول مصنع عملاق للغاز الطبيعي المسال في شبه جزيرة يامال بدأ تشغيله في 2017.
وتأمل موسكو أن يكون طريق القطب الشمالي هذا الذي أصبح قابلاً للاستخدام بفضل الاحتباس الحراري وذوبان الجليد، قادراً في المستقبل على منافسة قناة السويس في تجارة المحروقات.
المصدر: الميادين