بوادر تمرد في جيش العدو
كانت الساحة الداخلية للعدو تموج بالاضطراب وتنذر بالخراب هذا قبل طوفان الاقصي وتداعياته الصعبة جدا على كيان الاحتلال فكيف وقد وصل الحال الان بالمؤسسة العسكرية والامنية إلى أضعف حالاتها وبوادر تمرد الجند وحتى الضباط تلوح في الأفق وهم يرون قيادتهم السياسية والعسكرية تمضي بهم إلى الهاوية والغموض يكتنف المعركة التي تجري وهم ليس فقط غير موقنين بالنصر بل هم متأكدين تماما من خسارتهم المعركة ويعرفون ان اصرار القيادة على استمرارها يعني ان كل يوم يمر هو المزيد من الخسائر في صفوف الجيش مع تضاؤل فرص تحرير الاسري إضافة إلى ان بوادر تمرد افرادا من الجيش باتت تتضح أكثر من ذى قبل.
وبحسب ماتشرته عديد المواقع الإعلامية للعدو فقد أعلن عشرات من جنود الاحتياط بالجيش رفضهم العودة إلى الخدمة بقطاع غزة حتى لو تعرضوا للعقوبات.
وفي الأنباء ان مايزيد عن أربعين جنديا في ممن خدموا في جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 وقعوا رسالة هي أول خطاب رفض يصدره جنود الاحتياط منذ بدء الحرب في غزة التي دخلت شهرها التاسع.
وقال الموقعون على الرسالة: “إن الأشهر التي شاركنا فيها في المجهود الحربي أثبتت لنا أن العمل العسكري وحده لن يعيد المختطفين إلى ديارهم”.
وأضافوا في إشارة إلى اجتياح رفح: “هذا الغزو، فضلاً عن تعريض حياتنا وحياة الأبرياء في رفح للخطر، لن يعيد المختطفين أحياء… إما رفح، أو المختطفين، وعلينا أن نختار”.
وأفادت هآرتس بأن 16 من الموقعين على الرسالة يخدمون في جهاز المخابرات فيما يخدم 7 آخرون في قيادة الجبهة الداخلية. ويخدم باقي الموقعين في وحدات المشاة والهندسة القتالية والمدرعات، ويخدم اثنان منهم في وحدات النخبة.
ووقَّع عشرة منهم على الرسالة بأسمائهم كاملة والآخرون بالأحرف الأولى، وقالوا فيها إن “الأشهر التي شاركنا فيها بالمجهود الحربي أثبتت لنا أن العمل العسكري وحده لن يعيد المختطفين”.
وأضاف الجنود: “لن نعود إلى الخدمة العسكرية في غزة، حتى لو دفعنا ثمن موقفنا”.
كما أعرب الجنود عن رفضهم للهجوم البري المتواصل على مدينة رفح (جنوب) غزة منذ 6 مايو الماضي، والذي استولت قوات الاحتلال في اليوم الثاني منه على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري مع مصر.
وقالوا إن “هذا الغزو، فضلا عن تعريض حياتنا وحياة الأبرياء في رفح للخطر، لن يعيد المختطفين (الأسرى الإسرائيليين) أحياء. إما رفح أو المختطفين، ونحن نختار المختطفين”.
وتابع الجنود : “لذلك، وبعد قرار الدخول إلى رفح على حساب صفقة مختطفين، فإننا الجنود والمجندات احتياط نعلن أن ضميرنا لا يسمح لنا بتجاهل حياة المختطفين وإفساد صفقة أخرى”.
ونقلت احدي الصحف عن أحد الموقعين على الخطاب ويدعى تال فاردي (28 عاما) مدرس تربية مدنية، إنه إذا تم استدعاؤه للخدمة في الشمال (أي لبنان)، فسينضم للجيش، لكن لن يقاتل مجددا في غزة.
وحسب الصحيفة، “انكسر فاردي عندما دخلت إسرائيل رفح، بدلا من توقيع صفقة تبادل أسرى”.
وقال فاردي: “بمجرد أن بدأت العملية في رفح، شعرت أنها تجاوزت ما يمكن أن أشعر أنه صحيح أخلاقيا، ولا يمكن تبريرها”.
أما يوفال غرين، وهو مظلي (26 عاما)، فقال إنه حتى قبل 7 أكتوبر كان يفكر بشأن ما إذا كان سيستمر في الخدمة بالاحتياط؛ لأنه يعارض الاحتلال وسياسة إسرائيل في الضفة الغربية.
وقال غرين إن الجيش تجاوز خطا أحمر حين أمر قائد السرية الطاقم بحرق منزل فلسطيني كانوا يتواجدون فيها، عندما حان وقت مغادرتهم، وقد أحرق الفريق منازل من قبل.
وتابع: “تحدثت إلى قائد السرية، وحاولت أن أفهم السبب: هل هو منزل أحد نشطاء حماس؟”.
ووفق الصحيفة: “أدرك زيف عدد المدنيين (الكبير) الذين يمكن أن يُقتلوا جراء كل قنبلة شاهدها”.
واستدرك: “حرق المباني دون وجود ضرورة عملياتية يتعارض مع الأوامر العسكرية وقيم الجيش الإسرائيلي، لكن يتم بالفعل تفجير وتدمير المباني”.
وفي سياق ذلك، كشف موقع “كالكاليست” الإسرائيلي، عن اتساع ظاهرة سفر جنود احتياط في الجيش إلى الخارج خلال فترة الخدمة النشطة.
وقال: إن “المئات من جنود الاحتياط يقطعون خدمتهم العسكرية ويسافرون إلى الخارج لقضاء إجازة، دون إبلاغ قادتهم رغم أنهم خاضعون للأمر رقم 8 الخاص باستدعائهم بشكل طارئ لخدمة الاحتياط.
وبحسب الموقع، فإن الجيش الإسرائيلي ينكر الظاهرة، ويقول إنه ليس هناك جنود احتياط يسافرن للخارج خلال خدمتهم العسكرية دون علم القادة.
وقال “كالكاليست” إن لديه أسماء جنود غادروا إلى الخارج خلال خدمتهم العسكرية، ولم يعلم قادتهم بذلك إلا بعد خروجهم من إسرائيل، لافتا إلى أن الجيش سيحقق داخليا في هذه الحالات.
وأشار إلى أنه خلال الأسابيع الأخيرة، ظهر الإرهاق المتزايد بين الجنود الذين يخدمون في الاحتياط، والذين راكم بعضهم بالفعل حوالي 200 يوم احتياط منذ بداية الحرب على غزة.
ووفقا لمعطيات الجيش الإسرائيلي، فقد ارتفع عدد الجنود القتلى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبى الماضي إلى 665 قتيلا، بينهم 313 بالمعارك البرية التي بدأت في 27 من الشهر نفسه.
كما تشير المعطيات إلى إصابة 3894 ضابطا وجنديا منذ بداية الحرب، بينهم 1977 بالمعارك البرية.
سليمان منصور