أخبار السودان :
بنك السودان.. فشل مركب
المرتبات يا حكومة فقد وصل الامر إلى منتهاه ، بحيث لم يعد بإمكان الناس التحمل اكثر ، ولا ليوم واحد ، فمنذ ان اندلعت الحرب اللعينة والناس الأبرياء يدفعون ثمن امر لا شان لهم به ، وقد طالت الازمة وزادت معاناة الناس إلى الحد الذي جاع فيه كثيرون ، خاصة أصحاب الدخل اليومي ممن تعطلت اعمالهم منذ اندلاع الحرب ، والتجار الذين نهبت متاجرهم ، وتوقفت اعمالهم ، واضحوا اليوم دون دخل ككثيرين.
إن فشل بنك السودان في إصلاح نظام التشغيل الخاص به ، وبالتالي تعطل النظام المصرفي عن أداء دوره ، هذا الامر يعتبر اخفاقا كبيرا لايغتفر ، وعلى بنك السودان تحمل مسؤولياته ، والعمل على إصلاح الخلل فورا ، وليس فقط إنزال مرتبات الناس ، وإنما جبر الضرر بقدر المستطاع.
ونطلع أدناه على جانب من المشكلة الحالية :
كشف مصدر في بنك السودان المركزي لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية ان البنك يدير الآن عملياته بواسطة تطبيق التراسل (واتساب)، لأنه لا يملك نظاماً لإدارة عملياته من خارج فرعه الرئيسي الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.
وأوضح المصدر إن البنوك وبنك السودان عادت إلى أسلوب العمل اليدوي عن طريق الدفاتر والمستندات الورقية، بعد أن تعطلت كل نظمها الإلكترونية.
وذكرت الصحيفة نقلاً عن المصدر أن النظام الإلكتروني لبنك السودان المعروف بـ«سراج»، تعطل كلياً. وقال: «نظام سراج يربط المصارف بعضها ببعض وببنك السودان، على مستوى حسابات رئاساتها. كذلك تعطل نظام التسويات بين البنوك، والمقاصة الإلكترونية، وتوقف محول القيود القومي، وتبعاً له تعطلت الصرافات الآلية وبطاقات الصرف الآلي ونقاط البيع الإلكترونية».
وأسف المصدر المصرفي لفشل النظم الإلكترونية للمصارف السودانية، وعزاه لعدم اهتمامها بتوفير نسخ بديلة (Backup)، وتابع: «لا يملك بنك السودان مركزاً للمعافاة من الكوارث لاستخدامه في حالة فشل النظام، رغم وجود مقترحات سابقة لم تنفَّذ بعمل نسخة احتياطية بعيداً عن الرئاسة في بورتسودان أو ودمدني».
وذكرت الصحيفة إن العاملين في البنك المركزي نفسه لم يقبضوا رواتب الأشهر الثلاثة الماضية، وإن كل ضغوطهم لم تثمر سوى دفع إدارة البنك ما أطلقت عليه حافز العيد وهو أقل من راتب شهر واحد.
وأوضح المصدر أن البنك لم يصرف أي مرتبات سوى مرتبات ضباط وجنود الجيش، وأموال تسيير بعض المنشآت الحساسة. وقال: «رئاسة بنك السودان وفروعه في الخرطوم معطلة بشكل كامل، ولا يعمل سوى بعض فروعه خارج الخرطوم».
ولم تتعرض رئاسة البنك المركزي في منطقة المقرن، غربي الخرطوم، لعمليات تخريب، بيد أن المصدر قال: «فُرضت عليها حراسة قوية، ويُمنع أي شخص من دخولها»، مؤكداً توقف عمل فرع الخرطوم الذي تعرض لحريق وتعطلت معه شركة الخدمات المصرفية الإلكترونية، وخدمات المقاصة الإلكترونية ومحول القيود القومي.
وبسبب عدم وجود نسخة احتياطية، فإن انتقال محافظ بنك السودان إلى مدينة بورتسودان (أقصى شرق البلاد) وإدارة عملياته من هناك عبر تطبيق «واتساب»، لن يحل أزمة الرواتب أو يسهم في استفادة المودعين من مدخراتهم.
انه فشل ذريع ، بل فشل مركب ، وتعاني البلد الان من هذا الفشل.
سليمان منصور